السلام عليكم أخذنا في حصة الدين أن قابيل أول من قتل على كوكب الأرض، وأنه قتل أخوه هابيل لخلاف حدث بينهما، وأريد السؤال عن قابيل، هل قابيل في النار؟ أم أنه تاب بعد ذلك؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
نعم فقابيل في النار، والإثم الذي ارتكبه إثم مركب، حيث:
والدليل على أنه في النار؛ قول الله -تعالى في نهاية قصته: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)، "سورة المائدة:32" فهذا السياق يبين أنه لم يتب إلى الله -تعالى- بسبب قول الله -تعالى-: (من أجل ذلك كتبنا).
أما قول الله -تعالى- (فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)؛ "سورة المائدة:31" فالندم هنا كما قال المفسرون ليس ندم توبة، وإنما ندم على ما أصبح حاله عليه، فقد عجز أن يدفن أخاه، ولم يستطع دفنه، فأرسل الله -تعالى- له الغراب يعلمه كيف يدفن أخاه، فندم على ذلك، ولم يندم على قتل أخيه.
يقول الآلوسي: "وكان ندمه على قتله؛ لما كابد فيه من التحير في أمره، وحمله على رقبته أربعين يوما، أو سنة، أو أكثر، على ما قيل، وتلمذة الغراب؛ فإنها إهانة؛ ولذا لم يلهم من أول الأمر ما ألهم، واسوداد وجهه، وتبري أبويه منه، لا على الذنب".
ومن الأدلة على أنه في النار، ما رواه عبد الله بن مسعود عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا، إلَّا كانَ علَى ابْنِ آدَمَ الأوَّلِ كِفْلٌ مِن دَمِها، لأنَّهُ كانَ أوَّلَ مَن سَنَّ القَتْلَ). رواه مسلم في الصحيح
وكملاحظة أخيرة؛ فإنّ تسمية ابني آدم بهابيل وقابيل ليست ثابتة لا في القرآن ولا في السنة، وإنما هي تسمية عن بني إسرائيل.
والله -تعالى- أعلم.