السلام عليكم ، أنا أم لطفلين ودائما قبل النوم أذكر لهم قصص إسلامية كقصص الأقوام السابقة وقصص الأنبياء وأريد أن أخبرهم عن قصة قابيل وهابيل ، فهل لكم أن تعطوني ملخص لقصة قابيل وهابيل للأطفال؟
1 إجابة واحدة
وعليكم السلام ورحمة الله، أهلاً بكِ عزيزتي، أعجبتني فكرتكِ، نفع الله بكِ وبأبنائكِ.
ثبتت قصّة قابيل وهابيل في القرآن الكريم، فبإمكانك بداية قراءة الآيات التي تتحدّث عن قصّتهما أمام أبنائك، وهو ما ثبت عنهم، وهناك تفاصيل في قصّتهم لم تثبت في القرآن والسّنة، بل ذكرها العديد من العلماء في كتبهم، وهي:
كانت حواء تضعُ في كلّ بطنٍ توأماً من ذَكرٍ وأنثى، وكان الذّكر يتزوّج من أخته التي ولدتها أمّه في بطنٍ غير الذي وُلِد منه، وكان لآدم وحواء -عليهما السلام- ولدان اثنان هما: قابيل وهابيل، فأراد آدم -عليه السلام- أن يُزوّج هابيل من أخت قابيل، فرفض قابيل ذلك، وأراد أن يكون هو من سيتزوج أخته بحجّة أنه أحقُّ من هابيل بها.
حاول هابيل إقناعه بأنّ ذلك أمر الله، ولا يجوز له أن يتزوج بأخته التي وُلدت معه، فلم يستجِب قابيل له، فقرّرا أن يُقدّما قُرباناً إلى الله -عزّ وجل- فمن يتقبّل الله قُربانه يكون الأحقّ بها، فتقبّل الله قُربان هابيل لأنه كان تقيّاً، مُطيعاً لله -سبحانه وتعالى-، ولم يتقبّل من قابيل لأنه كان ساخطاً، رافضاً لأمر الله -تعالى-.
غضِب قابيل من هابيل، وأقدَمَ عليه يحاول قتله، فحاول هابيل أن يقول أنّه ليس السبب في عدم قبول قُربانه، وأن سبب قبول القُربات عند الله -عز وجل- هو تقوى الله، وطاعة أوامره، كما حاول تذكيره بعاقبة القاتل وهي النار، والخسارة في الدنيا والآخرة.
لم يستجِب قابيل لنصائح أخيه هابيل، وطوّعت له نفسه الأمارة بالسوء قتل أخيه فقام بقتله، ثمّ أصبح نادماً على ما فعله، وغدا حائراً يجول في الأرض؛ محاولاً إيجاد طريقة لإخفاء جثة أخيه المقتول، فبعث الله له غرابين اثنين، تنازعا أمامه، فقتل واحد منهم الآخر، فقام الغراب بحفرِ حفرة في الأرض، ودفن الغراب الذي قتله.
فعل قابيل كما فعل الغراب، وسُرعانَ ما شعرَ بالنّدم على فِعلته، وكيف أنّه عجِزَ عن سترِ جثّة أخيه، وعلَّمهُ ذلك الغراب كيف يسترها، ويواريها، ولم يُحصّل أيّ فائدة من قتله لأخيه سوى أن نال غضب الله، وسخط والداه وإخوته.