أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل الخير فيما رأيت، وأن يُبشرك الله -جل وعلا- بما يُرضيك، لم يثبت في الدين ما يؤكد على أن الرؤيا تتحقق إذا وقعت قبل الفجر بقليل، وبالرغم من تعدد أوقات الرؤى والأحلام وتعدد آراء المفسرين على وقت الرؤيا الحق، إلا أنه لم يثبت وقتٌ خاصٌ لتحقق الرؤى.
وقد ذكر الإمام الحافظ ابن حجر-رحمه الله-: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- اعتاد على أن يقصُّ ما رآه ويُعبر ما رآه لأصحابه بعد صلاة الفجر، ويجدر الذكر أنّ أصح الرؤى كما ذكر المصنفون في كتب تفسير الأحلام: هي رؤيا البشرى أو ما يتضمن السكون، ورغد العيش، واللباس الفاخر وهذا يُعتبر أبعد عن أضغاث الأحلام.
وقد صنف المفسرون أنواع الرؤى على عدّة تقسيمات كما يأتي:
وهناك أيضا تقسيمات أخرى على النحو الآتي:
وهي خمسة أقسام؛ الرؤيا الصادقة الظاهرة، والرؤيا الصالحة، وما يريه ملك الرؤيا، والرؤيا المرموزة، والرؤيا التي تصح بالشاهد.
وهي سبعة أقسام؛ حديث النفس، والحلم الموجب للغسل، وتحذيرٌ من الشيطان، ما يُريه سحرة الجن والانس، والباطلة التي لا تُعد من الرؤيا، والوجع.
وذِكر هذه التصنيفات لأنواع الرؤى تُعين صاحب الرؤيا في تحديد إن كان ما رآه حقاً أم أنه أضغاث أحلام بغض النظر عن وقت حدوث الرؤيا، ويجدر بنا اتباع ما حثّنا إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- عند رؤية منامٍ ما، ومن ذلك هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه علّم أصحابه آداب الرؤى والأحلام.
وقد ثبت في الحديث الشريف عَنْ أبي سعيد الخُدْري أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يَقولُ: (إذا رَأَى أحَدُكُمْ رُؤْيا يُحِبُّها، فإنَّما هي مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رَأَى غيرَ ذلكَ ممَّا يَكْرَهُ، فإنَّما هي مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِن شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لا تَضُرُّهُ). "أخرجه البحاري"
ويكفيك أيها السائل الكريم أنك استيقظت مُستبشرا بالخير بعد ما رأيت في منامك، فقد جاء في قوله -تعالى-: (لَهُمُ البُشرى فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ)، "سورة يونس: 64" وقد ورد عن بعض المفسرين أن الآية تعني الرؤيا الصالحة التي يراها الإنسان.
والله -تعالى- أعلم.