السلام عليكم، سمعت قبل مدة عن أنه يوجد دعاء لأنس بن مالك رضي الله عنه، وهو مستجاب ولا يرد أبدا، فهل يمكن أن تذكروه لي؟ وأن تذكروا لي ما صحة دعاء أنس بن مالك؟ وهل حقا لا يرد؟
وعليكم السلام ورحمة الله، أخي الكريم، الظاهر أن سؤالك هو الدعاء المنسوب لأنس بن مالك -رضي الله عنه- لردّ كيد الناس وأذيّتهم؛ حيث يُذكر في القصة المتداولة أن النبي -عليه الصلاة والسلام- علمه إياه وقال له: "من دعا به في كل صباح لم يكن لأحد عليه سبيل"، ويجدر بنا الإشارة إلى أنّ هذا الدعاء غير ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يُروَ بسند صحيح ولا ضعيف فهو لا أصل له.
ونص الدعاء المتداول هو: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله خير الأسماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه أذى، بسم الله الكافي بسم الله المعافي، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، بسم الله على نفسي وديني، بسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على كل شيء أعطانيه ربي، الله أكبر، الله أكبر، أعوذ بالله مما أخاف وأحذر، الله ربي لا أشرك به شيئاً، عز جارك وجل ثناؤك وتقدست أسماؤك ولا إله غيرك، اللهم إني أعوذ بك من شر كل جبار عنيد وشيطان مريد، ومن شر قضاء السوء ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم).
و كما ذكرتُ لك، فهذا الدعاء ليس له أصل، ولا تصحّ نسبته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك لا يصح القول بالفضيلة المنسوبة له، وإن كان بعضه مُرَكّبا من أدعيةٍ أخرى رُويت بأحاديث صحيحة.
وأنصحك بالأدعية المأثورة في هذه الباب، منها: (أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمَنُ). أخرجه شعيب الأرناؤوط في تخريج شرح الطحاوية، بإسنادٍ صحيح.