أهلاً بك، وبارك الله لك في أبنائك. بداية أود الإشارة إلى أن الملائكة لم تغسل النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ بل الذي قام بذلك هم الصحابة -رضوان الله عليهم-، وقد كانت طريقة تغسيله بوحي من الله -سبحانه-؛ إذ لم يُجرد النبي -صلى الله عليه وسلم- من ثيابه؛ ولم يجدوا منه ما يكون من الميت عادةً؛ والدليل على ذلك ما ثبت في السنة النبوية على النحو الآتي:
- ما صح عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (لمَّا أرادُوا غَسلَ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قالُوا: واللهِ ما ندرِي أنُجَرِّدُ رسولَ اللهِ من ثيابِهِ كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا أمْ نُغَسِّلُهُ وعليْهِ ثيابُهُ؟ فلمَّا اختَلَفُوا ألَقَى اللهُ عليهِمُ النَّومَ؛ حتَّى ما مِنْهُمْ رجُلٌ إلا وذَقْنُهُ في صدْرِهِ).
(ثمَّ كلَّمَهُمْ مُكَلِّمٌ من ناحيةِ البيتِ لا يدرُونَ مَن هُو: أنِ اغْسِلُوا النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وعليهِ ثيابُهُ، فقامُوا إلى رسولِ اللهِ فَغَسَّلُوهُ وعلَيْهِ قميصُهُ، يصُبُّونَ الماءَ فوقَ القميصِ ويَدْلُكُونَ بالقميصِ دونَ أيديِهِم، وكانَتْ عائشةُ تقولُ: لوِ استقبلْتُ من أَمْرِي مَا استَدْبَرْتُ ما غَسَّلَهُ إلا نِسَاؤُهُ). "أخرجه ابن عبد البر، صحيح"
- ما صح عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: (غَسَّلتُ رَسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فذَهَبتُ أنظرُ ما يَكونُ منَ المَيِّتِ فلم أرَ شَيئًا، وكان طَيِّبًا حَيًّا ومَيِّتًا، وَلِيَ دَفْنَه وإجنانَه دُونَ النَّاسِ أربَعةٌ: عَلِيٌّ، والعَبَّاسُ، والفَضلُ، وصالِحٌ مَولَى رَسولِ اللهِ، ولُحِد لرَسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لَحدًا، ونُصِبَ عليه اللَّبِنُ نَصبًا). "أخرجه الحاكم، صحيح"
وعلى هذا يكون الماء الذي غُسل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- كأي ماء كان يغتسل به النبي في حياته، أو يتوضأ به.