لدي بحث جامعي حول غُسل الجمعة وُحكمه الشرعي، وأرغب بمعرفة ما هو رأي المذاهب الأربعة في غسل يوم الجمعة؟ وما هو الدليل الذي استندَ إليه كُل مذهب؟
حياك الله السائل الكريم، فقد تعدّدت آراء العلماء في حكم غسل يوم الجمعة، وبيان ذلك فيما يأتي:
وهذا قول المذاهب الأربعة من الحنفية، والمالكية، والحنابلة، والشافعية، ووافق المذاهب الأربعة في الحكم جماهير أهل العلم، وثبت دليل حكم الاغتسال يوم الجمعة من القرآن على أنه سنّة مستحبة في القرآن الكريم.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعة فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، "سورة الجمعة:9" ففي هذه الآية لم يتم تحديد طريقة الطهارة، أي يكتفي بالوضوء للسعي للصلاة.
أما دليل حكم الاغتسال من السنة النبوية على أنه سنة مستحبة: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- قال: (من تَوضَّأ فأحسنَ الوضوءَ ثمَّ أتى الجمعةَ فاستمعَ وأنصتَ غُفِرَ لَه ما بينَ الجمعةِ إلى الجمعةِ وزيادةَ ثلاثةِ أيَّامٍ ومن مسَّ الحصى فقد لغا). "أخرجه مسلم"
وفي هذا الحديث دليل على أنّ الوضوء يكفي لصلاة الجمعة، والذي يتوضأ فقط ولا يغتسل صلاته صحيحه وغير آثم، وهذا يحمل حكم الاغتسال على الاستحباب لا للوجوب.
وهذا قول الظاهرية ورواية عن أحمد بن حنبل، ودليلهم من السنة النبوية هو: قول رسول الله -صلَّى الله عليْه وسلَّم-: (الغسل يوم الجمعة واجبٌ على كلِّ محتلم، وأنْ يستنَّ، وأنْ يمسَّ طيبًا إنْ وجد). "أخرجه البخاري"
وقال عمرو: "أمَّا الغسل فأشهد أنَّه واجبٌ، وأمَّا الاستنان والطيب فالله أعلم أواجبٌ هو أم لا، ولكن هكذا في الحديث"، وتجدر الإشارة إلى أنّ أكثر أهل العلم قالوا أنّ الاغتسال يوم الجمعة سنّة مستحبّة؛ يُثاب فاعلها، ولا يُعاقب تاركها، فهي من باب النوافل، والله تعالى أعلم.