قرأت حديث: المؤمن يسرق ويزني ولا يكذب، وأرغب بالتأكد من درجة الحديث، هل هذا الحديث صحيح المؤمن لا يكذب؟ وجزاكم الله خيراً.
لعلّك تقصد بذلك ما نُسب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أبي الدرداء وعبد الله بن جراد؛ فهذا الحديث كذبٌ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد روي أنّ رجلاً سأل النبي: (يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَلْ يَزْنِي الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: قَدْ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ يَسْرِقُ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: قَدْ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: لا، ثُمَّ أَتْبَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ: "إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ").
وهذا الحديث ورد في كتب الآثار عن يعلى بن الأشدق وهو كذوب؛ يضع الحديث من عنده، قال فيه الإمام البخاري: "لا يُكتب حديثه".
ثبت في الصحيحين أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نفى الزنا والسرقة عن المؤمن الحقّ؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وهو مُؤْمِنٌ.. ولا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وهو مُؤْمِنٌ)؛ [متفق عليه] ففي هذا الحديث يبيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ المؤمن قد يرتكب الكبائر، ولكنّها لا تقع منه وهو يتصفّ بكمال الإيمان.