السلام عليكم قبل عدة أيام كنت في زيارة مع أختي عند جارتي، وأخبرتنا أنها تعاني من مشاكل مع الجن في بيتها، وأن أحد الشيوخ أوصاها بترديد حسبي الله ونعم الوكيل كثيراً في المنزل، ولكني لم أفهم ما تأثير حسبنا الله ونعم الوكيل على الجن؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إن أفضل ما يتحصن به العبد من تربص أشرار الإنس والجان، هو ذكر الله -تعالى- وتلاوة القرآن التي لها آدابها بالطبع؛ لأنه لا شيء من هذه المخلوقات يخرج عن سلطان الله -تعالى- أو عن أمره، فمن استجار بمالك أمر الإنس والجن فقد لاذ بجوارٍ آمن وحصنٍ منيع [١] .
وقد اتفق أهل العلم على تقديم أدعية القرآن على غيرها من الأدعية، وذكر الله بقول: (حسبنا الله ونعم الوكيل) ورد في قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) "سورة آل عمران آية: 173"، وفي قوله -تعالى-: (فَإِن تَوَلَّوا فَقُل حَسبِيَ اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ). "سورة التوبة - آية 129"
وقد ورد هذا الذكر في بعض الأحاديث موقوفاً على الصحابي أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: (مَن قال في كلِّ يومٍ حينَ يُصبِحُ وحينَ يُمْسي: حَسبيَ اللهُ لا إلهَ إلَّا هو، عليه تَوكَّلْتُ، وهو ربُّ العَرشِ العَظيمِ، سَبعَ مراتٍ، كَفاه اللهُ ما أهَمَّه من أمرِ الدُّنيا والآخِرةِ). أخرجه شعيب الأرناؤوط في تخريج زاد المعاد بإسنادٍ صحيح [٢] .
وورد بسندٍ ضعيف مرفوعاً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا أصابه هم أو غم أو كرب يقول: (حسبي الرب من العباد، حسبي الخالق من المخلوقين، حسبي الرزاق من المرزوقين، حسبي الذي هو حسبي، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم). أخرجه الألباني في ضعيف الجامع، وهو حديث ضعيف، هذا وهناك العديد من أدعية فك الكرب والهم والضيق.
فلا شكّ أن التزام المؤمن بهذا الذكر بقلبٍ موقن، متعلق بخالق الضرّ والنفع، متوكل على مالك الأمر كله، يكفيه كل شر، ويكون له وقاية من وساوس النفس، ونزغات الشياطين.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.