شاهدت شخصًا قد ظُلم يقوم بترديد "حسبي الله ونعم الوكيل" في كل وقت، فهل هذه العبارة تعد دعوة من المظلوم على الظالم؟
حياك الله السائل الكريم، إنَّ قول حسبي الله ونعم الوكيل ليست بدعاء على الظالم، بقدر ما فيها من التجاء وخضوع وطلب من الله -سبحانه وتعالى- بأخذ حق المظلوم من الظالم؛ فهو يعلم بأنَّه -تعالى- وحده القادر على كفاية المظلوم.
ووحده -سبحانه- القادر على صرف عنه كلِّ ما أصابه من شر وخطر وهم وتعب، بسبب هذا الشخص الظالم، فبقوله هذا يقوم بالاستعانة وسؤال الله -عزَّ وجل- بأن يأخذ حقه مِْمَن ظلمه وعلى قدر ظلمه له، بلا زيادة أو نقصان.
وقد قالها إبراهيم -عليه السلام- حين أُلقي في النار، وقالها سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- كما في قوله -تعالى-: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، "آل عمران:173" فقد فوَّضوا وأوكلوا أمورهم عندما قالوها إلى خير وكيل وخير ناصر ومُعين وهو لله -عز وجل-.