السلام عليكم، أنا امرأة حامل في الشهر التاسع، وولادتي بعد أسبوع، وقد تناقش زوجي معي في موضوع تطبيق السنن في أسبوع الطفل، ومنها حلق شعره ووزنه بالذهب، ولكنني رفضت لشفقتي على الطفل، وأنه لن يحتمل حلق شعره، فهل يجوز تأخير حلق شعر المولود؟
وعليكم السلام ورحمة الله، حياكِ الله أختي الكريمة، إنّ السُّنة أن يُحلق شعر المولود في اليوم السابع، فإن فات اليوم السابع ففي اليوم الرابع عشر، فإن فات اليوم الرابع عشر ففي اليوم الحادي والعشرين، فإذا أخّرها وليّ المولود عن ذلك فلا حرج إن شاء الله.
ويعتبر حلق شعر المولود من السنن المستحبة كما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وليس واجباً؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كلُّ غلامٍ رَهينةٌ بعقيقتِهِ تُذبحُ عنهُ يومَ سابعِهِ ويُحلقُ ويسمَّى) أخرجه الألباني في صحيح أبي داود، وهو حديث صحيح.
وعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (عقَّ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- عن الحسنِ بشاةٍ، وقال: يا فاطمةُ احلقي رأسَه وتصدَّقي بزنةِ شعرِه فضةً، فوزنَّاه فكان وزنُه درهمًا وبعضَ درهمٍ). أخرجه ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاة المصابيح، وهو حديث حسن.
وذهب فقهاء الحنفية إلى أن حلق شعر المولود مباح، وليس بسنةٍ ولا واجبٍ؛ قياساً على حكم العقيقة، والعقيقة عندهم مباحة، والأخذ برأي الجمهور في هذه المسألة أولى؛ لورود الأحاديث الصحيحة في استحبابها، ولوجود الأجر والثواب في حلق شعر المولود والتصدق بوزنه فضة على الفقراء.
ومن حِكَم سنيّة حلق شعر المولود:
فالنظافة وإزالة الأذى مقصدٌ شرعي اهتم به الإسلام، وحلق رأس المولود يحقق هذا المقصد العظيم؛ من خلال تطهير المولود الجديد من الأوساخ والجراثيم التي علقت بشعر رأسه عند الولادة، بالإضافة إلى أن الحلق يُبدل شعر المولود القديم بشعر جديد أقوى وأفضل.
كان أهل الجاهلية يذبحون عقيقة عن المولود الجديد ثم يلطّخون رأس المولود بدمها، فأبدل ذلك الإسلام ما هو أنفع لوالديّ المولود وأقاربه والمسلمين؛ فشرع ذبح العقيقة عن المولود وحلق رأسه يوم السابع ثم التصدق بوزن شعره.
والتكافل الاجتماعي معناه التزام أفراد المجتمع الواحد بمساعدة بعضهم والتعاون والتراحم فيما بينهم، وهذه المعاني شرعها الإسلام من خلال الحثّ على ذبح العقيقة عن المولود الجديد، والتصدّق بها على الفقراء، أو الإهداء للأقارب والأصدقاء، وحلق شعر المولود ثم التصدق بوزنه فضة على الفقراء.
والله -تعالى- أعلم.