قيل لي في عزاء جدي بأنه لا يجوز البكاء على الميت؛ لأنه يسمع ذلك ويتأذى منه، فهل الميت يشعر حقًا بمن يبكي عليه؟
حياك الله السائل الكريم، إن الميت إذا مات لا يسمع ولا يدري ما يحدث ولا يشعر بمن يبكي عليه لأنه مشغول بسؤال الملكين، ولقد ثبت في "الصحيحين" أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له بعد الدفن عندما يرجعون من المقبرة.
والواجب علينا أن نستغفر للميت ونسأل الله له الثبات عند السؤال، كان النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا فرَغ مِن دَفْنِ المَيِّتِ وقَف عليه فقال: (تغفِروا لأخيكُم، وسَلوا اللَّهَ لَهُ التَّثبيتَ فإنَّهُ الآنَ يُسألُ). "أخرجه أبو داود، وحسنه النووي"
والبكاء على الميت مباح عند أهل العلم، قال -صلى الله عليه وسلم- عند موت إبراهيم: (تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا ما يَرْضَى رَبَّنَا، وَاللَّهِ يا إِبْرَاهِيمُ إنَّا بكَ لَمَحْزُونُونَ)، "أخرجه مسلم" وهناك بكاء غير مشروع الذي يخالف القضاء والقدر والصبر بالصراخ والندب والويل والنياح فهو محرم.