menu search
brightness_auto
more_vert

كثيراً ما أسمع عن الفرس وعن حروب المسلمين معهم في السابق، لكنني إلى الآن لا أعرف معلومات تفصيلية عنهم، فهل هم موجودون اليوم؟ وفي أي بلاد يسكنون الآن؟ ومن هم الفرس؟

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

1 إجابة واحدة

more_vert

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله، كانت إيران تُسمّى قديماً بلاد فارس أو الفُرْس، والفُرْس لفظٌ يُطلق على كلّ من سكن بلاد فارس، وتُعدّ من أبرز الحضارات التّي نشأتْ في العالم القديم، والتي تقع شرق وشمال شبه الجزيرة العربيّة، وينتمي الفُرس الأوائل إلى المجموعة الأرْيانيّة.

لكن مع مرور الزّمن تناغمتْ واندمجت المجموعة الفارسيّة مع الكثير من الشعوب التي كانت تسكن المنطقة ومن هذه الشعوب؛ العرب، واليونانيّون، والأتراك، والمغول وغيرهم، وبقيت بلاد فارس تُعرف بهذا الاسم حتى عام ألفٍ وتسعمئة وخمسةٍ وثلاثين للميلاد، عندما قرّر الشاه رضا بهلوي تحويل اسمها ليصبح مملكة إيران.

ويعتنق حالياً غالبية الفُرس الدّيانة الإسلامية على المذهب الشيعي الاثنيْ عشري، في حين أنّ الفُرس في المناطق الشرقيّة يَتْبعون للمذهب السُنّيّ، وخصوصاً في أفغانستان، وانقلبتْ الأحوال بعد ظهور الإسلام، وتمكُّن العرب من إخضاع بلاد فارس، وجعْلها تحت الحكم الإسلاميّ.

وأصبحت تسمى فترة حكم الخلفاء الراشدين والدولة الأمويّة، وحتى بداية الحكم العباسي؛ بفترة الصمت، حيث غاب الفرس عن أيّ مشاركة في الحكم، وأصبح هذا المسمى كنايةً وتعبيراً عن صورة سقوط الإمبراطوريّة والحضارة الفارسيّة والخضوع للحكم العربيّ.

أمّا عن ديانتهم قبل الإسلام فسمّيت بالزرادشتية وتُعرف بالمجوسيّة حالياً، ومن خصائص هذا الدين؛ تقديس عناصر الطبيعة، خصوصاً الشمس، فهي عندهم لها حُرمةٌ عظيمة، غير أنَّ النّار عندهم أعظم شأناً، لذلك دخلت كعاملٍ رئيسيٍّ في عاداتهم.

وظلَّت المجوسيّة قائمة في بلاد فارس حتّى البعثة النبويّة، وبعدها بدأ الفتح الإسلامي لإيران في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، ثم عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، ثمّ أكمل المسلمون فتح إيران بقيادة سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه-، وظلّت إيران قُرابة تسعة قرون تَتْبع مذهب أهل السنّة والجماعة، حتى سيطرتْ الدّولة الصفويّة الشيعيّة عليها عام تسعمئة وستّة للهجرة.

كما سجّل التاريخ العربي معركتين شهيرتين وقعتا بين العرب والفرس؛ أحدهما يوم ذي قار؛ حيث ذُكر أنّها حدثت في زمن النّبي محمّد -عليه السّلام-، ووقع فيها القتال في العراق وانتصر فيها العرب، والأخرى يوم الصّفقة حيث حصلت بينهم في الجاهلية.

وبعد صلح الحديبيّة أرسل سيّدنا محمّد عدداً من الرّسل لكافّة زعماء المناطق المجاورة له، ويذكر الطبري أنّ جميعهم تأدّبوا في استقبال رُسل النّبي إلّا كسرى، الذي قام بتمزيق الكتاب الذي أُرسل له.

ولم يكتفِ بذلك وإنّما أرسلَ لعامِله في اليمن بأن يبعثَ رجليْن إلى النّبي؛ ليُطالباه بالمُثول بين يديه في الحال، وهو تصرُّف ليس بالغريب عليه؛ فقد كانت قناعته السائدة وقتئذٍ بأنّه أكبر البشر وتجري في عروقه دماء الألوهيّة، وقال -عليه السلام-: (إذا هلَك كِسْرى فلا كِسْرى بعدَهُ، وإذا هلَك قَيْصَرُ فلا قَيْصَرَ بعدَهُ)، أورده شعيب الأرناؤوط عن أبي هريرة، وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم.

وكانت أوّل معركة وقعت بين المسلمين والفرس معركة القادسية، بالإضافة لحصول عدّة معارك أخرى بينهم، ومنها:

  1. معركة ذي السّلاسل.
  2. معركة المذار.
  3. معركة الوَلجة.
  4. معركة فتح الحيرة.
  5. معركة نهاوند.

والله -تعالى- أعلم.

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

اسئلة متعلقة

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
...