لدي بحث جامعي يتعلق بقضية الرزق، وأرغب بمعرفة إن كان الرزق من الأمور المكتوبة من عند الله أم أنّهُ يُمكن تغيير الرزق بالسعي والاجتهاد، فكيف يمكنني التأكد إن كان الرزق مكتوبًا أم يُمكن تغييره بالسعي والاجتهاد؟
حياكم الله، لا تعارض بين أن يكون الرزق مكتوب عند الله -عز وجل- وبين الأخذ بالأسباب، فنحن نؤمن أن الله بكل شيء عليم، وأنه يرزق من يشاء، ونؤمن أن هذا من أمر الغيب، فلا نتوقف عن السعي ونقول الرزق سيأتي، فهذا تواكل لا توكل، والله أمر بالعمل وبذل الجهد، وجعل للرزق أبواب وأسباب.
الرزق من الله، لكننا نسعى، العمر بيد الله لكننا نتعالج إذا مرضنا، ولا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة، الهداية من الله، لكن لا نعصي ما استطعنا، ولا نترك العبادة والخير، فلا رابط بين علم الله وقدره واختيارنا للطريق الصحيح، فللكون سنن، وللرزق أسباب، السعي يجلب الرزق، الدعاء يغير القدر ويزيد الرزق، الطاعة لها أثرها بالرزق.
والله في كتابه جعل الذكر والاستغفار باب للرزق قال -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا *وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)، "نوح:10-12" الخلاصة المكتوب عند الله، لا يعلمه إلا الله، نحن لنا أن نسعى ونتوكل ونأخذ بالأسباب، ثم إذا وجدنا عكس ما تمنينا علينا بالصبر والرضا بقضاء الله، فالحياة لها قواعد وقوانين ربانية.