السلام عليكم، ضاقت عليّ أمور الرزق كثيراً، ودائماً أشعر بالقلق والتوتر والاضطراب النفسي، فقد تراكمت عليّ الديون، وأريد أن تدلوني على دعاء يحل مشاكلي، فما هو دعاء الرزق والفرج وقضاء الديون وطمأنينة وراحة القلب؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أسأل الله العظيم أن يفرِّج همّك وأن يقضي عنك دينك، وأن يهدّئ لك بالك، وأن يوسّع لك في رزقك، وابشر أخي الكريم بما يسرّ قلبك؛ فإنّ لك ربًّا كريمًا قادرًا لا يعجزه شيءٌ في السماوات والأرض، وأنَّ خزائن ملكه لا تنفد أبداً.
اعلم أنَّ السنّة النبويّة المطهّرة مليئة بالأدعية المأثورة التي تُعين على قضاء الدَّين عن صاحبها، ومثال ذلك: الحديث الذي ذكره البخاريّ في صحيحه عن أنس بن مالك -رضيَ الله عنه- أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجَالِ).
وأنصحك أخي الكريم بالإكثار من الاستغفار، إذ أنَّه سبب من أعظم أسباب توسيع الرّزق والإمداد بالأموال والخيرات، ودليل ذلك قول الله -تعالى- : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)(سورة نوح:10-12).
أمّا بخصوص طمأنينة القلب فأنصحك بالإكثار من ذكر الله -عزَّ وجلَّ- إذ أنّه سبب من أسباب حصول الطمأنينة في قلب المسلم، ودليل ذلك ما ورد في القرآن الكريم في قول الله -تعالى-: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ).(سورة الرعد:28)
واعلم أخي الكريم أنَّ نقص الأموال ابتلاءٌ واختبارٌ من الله -عزَّ وجلَّ- للمؤمنين؛ ليعلم صدق إيمان العبدِ، وليرفع درجاتهم، وبعففو عن سيئاتهم، ودليل ذلك قول الله -تعالى-: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).(سورة البقرة:155).
وبالطبع أنّي لا اقصد بكلامي هذا أن تترك السّعي في طلب الرّزق، بل هو دعوةٌ للصّبر على هذا الابتلاء، وعدم الجزع والخوف.