أنا فتاة أكثر من الحلف بسبب أو لغير سبب، الحلف بالله والحلف بغير الله، وكان أخي ينبهني إلى حكم الحلف وكفارة الحلف، وسؤالي لكم ما هو الحلف الذي ليس عليه كفارة؟
أهلاً بكِ عزيزتي السائلة، بداية لا بد من التنبيه على حرمة الحلف بغير الله -تعالى-، وأمّا بالنسبة إلى الحلف الذي ليس عليه كفارة؛ فبيانه كما يأتي:
وهو الحلف كذباً على أمر إمّا في الماضي أو في المستقبل، ولا كفّارة له عند جمهور الفقهاء، وقالوا بوجوب التوبة من اليمين الغموس؛ وذلك لأنّها تغمس صاحبها في النار، وقال الشافعي بوجوب الكفاّرة في هذا اليمين كما في اليمين المنعقدة.
هي اليمين التي يسبق اللسان إليها من غير قصد لمعناها، وقد عرّفها الشّافعيّ فقال: "إنّها اليمين غير المُنعقدة على نيّة"، وقد اتفق الفقهاء أنّه لا كفارة فيها؛ لِقولهِ -تعالى-: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّـهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ). "سورة المائدة: 89"
وبالتالي فإنّ اليمين التي تجب فيها كفارة الحلف هي اليمين المنعقدة؛ التي تنعقد فيها نيّة الحالف على اليمين، ويجب أن يفي الحالف بيمينه، وإن لم يستطع فحنث في يمينه، وجبت عليه الكفارة وهي؛ إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.