حسب علمي أن الميت في حياة البرزخ يعيش حياة كاملة بين الدنيا والآخرة، فهل يتذكر حياته الدنيا فيها؟
حياك الله أخي الكريم، فإن أحوال حياة البرزخ من الأمور الغيبية التي لا نعرف عنها شيئًا إلا ما أخبرنا به في الكتاب والسنة، وقد ثبت في الأدلة أن الميت المعذب يكون في شغل بما فيه من العذاب، وأن الميت المنعم يتذكر بعض ما كان في حياته في الدنيا، ويعرض عليه أعمال أهله الأحياء، ويسأل عنهم، فلو لم يتذكر ما سأل عنهم.
والأدلة على ذلك كثيرةٌ، منها ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (حتى يأتون به أرواحَ المؤمنين، فلَهُم أشدُّ فرحًا من أهل الغائبِ بغائبِهم، فيقولون: ما فعل فلان، فيقولون: دَعوه حتى يستريحَ، فإنه كان في غمِّ الدنيا فيقول: قد مات، أما أتاكم؟ فيقولون: ذُهِبَ به إلى أمِّه الهاويةِ، وأما الكافرُ، فتأتيه ملائكةُ العذابِ بمِسحٍ). "أخرجه ابن حبان، صحيح"
وإن الميت ليعلم بمن يزوره ويسلم عليه عند قبره، وذلك للحديث الذي رواه ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما مِن أحدٍ يَمُرُّ على قبرِ أخيه المؤمنِ فيُسَلِّمُ عليه إلا عَرَفَه، وردَّ عليه)، "أخرجه ابن عبد البر، وصحّحه الشوكاني" فدلَّ أنه عندما عرف من زاره على أنه يتذكر بعض ما كان في حياته الدنيا، هذا والله -تعالى- أعلم.