كلفت بتحضير بحث يتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة، ودوره في ترسيخ إيمان الفرد المسلم، وأحتاج لبعض الأمثلة لفهم الموضوع، فهل يمكن ذكر بعض الصور من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؟
حيّاكَ الله -تعالى- السائل الكريم. لقد احتوى القرآن الكريم على تفاصيل كثيرة لم يكن للبشر أن يعلموا شيئاً عنها لولا ذكرها فيه، وبعد فترات طويلة من الزمن أصبح العلم يكتشفها شيئاً فشيئاً.
بالإضافة إلى أنّ كثيراً منهم اعتقد اعتقادات مغلوطة حتّى نزل القرآن الكريم، وبيَّن لهم خطأَ اعتقادهم وتصوّرهم لبعض الأمور، وبعدها جاء العلم يؤكّد على صحّة كل ما ورد فيه، وأثبت أنه لا تعارض بينه وبين القرآن.
وهناك العديد من الآيات التي تشير إلى معلومات علميّة وضعوها تحت ما يُسمّى بالإعجاز العلمي للقرآن، وتُشكّل الدليل القاطع على أنّ مصدره الله العليم، وخالق هذا الكون ومُصوِّره، وسنذكر لك بعضها فيما يأتي:
هذه الآية تُثبت نظريّة تمدّد الكون واتّساعه التي اكتشفها العلم حديثاً، وفيها إشارة إلى أنّ السماء في حالة توسّع دائم.
في هذه الآية بيان لنظرية الانفجار العظيم، وتبيّن أنّ انفجاراً عظيماً حدث في الفضاء قبل ملايين السنين، وتسبّب بانفصال الأرض، وقال بعض المُفسّرين إنّ السماوات والأرض كانتا مُغلقتيْن ففتحهما الله -تعالى- بإنزال الماء من السماء، وإخراج النبات من الأرض.
حيث وصل علماء البحار بعد مرور الزمن وتقدّم العلوم وتطوّرها بمختلف المجالات إلى اكتشاف وجود حاجز بين البحرين يتحرّك بينهما، ووجوده يعمل على المحافظة على الخصائص لكلّ بحر منهما؛ من حيث الكثافة، والملوحة، والحرارة، وغيرها من الخصائص التي وضعها الله -تعالى- في البحريْن، حتّى يتناسبَ مع الكائنات التي تعيش فيهما، وهو ما قاله -تعالى- في القرآن قبلهم بقرون.
مع تطور علوم الأرض اكتشف العلماء أنّ الجبال عبارة عن أوتاد للأرض، فجزء منه يكون ظاهراً على سطح الأرض، وغالبيته غائرٌ فيها، ويقول الدكتور زَغلول النّجار إنّ التعريفاتِ الخاصة بالجبال تنحصر في الشكل الخارجي لها دون أدنى إشارة لامتداداتها تحت الأرض، والتي ثبت أخيراً أنّها تزيد على الارتفاع الظاهر بعدة مرات، ولم يتم اكتشاف هذه الحقيقة إلا في النّصف الأخير من القرن التاسع عشر.
مع بداية القرن العشرين تمكّن الإنسان من الصعود إلى طبقات الجو العُليا، فاكتُشِفَ أنّه كلّما ارتفع الإنسان عن سطح الأرض؛ قلّ الأُكسجين الذي يتنفّسه، وهذه الظواهر التي تُرافق الإنسان أثناء صعوده إلى السماء جاءت في القرآن الكريم وتحديداً في هذه الآية، فبيَّنت أن صدر الإنسان يضيق بالكفر والشرك كالضيق الذي يشعر به الإنسان إذا صعد للسماء.
هذا حديث يدلّ على وجود سبع أَرَضين، وهو ما أكّده العلم لاحقاً، وذكروا لها تَسمياتٍ مُفصّلة في علوم الأرض