استمعت قبل فترة لمحاضرة عن الإعجاز العلمي في القرآن، وقد ذكر المُحاضر فيها مفهوم الإعجاز العلمي، وذكر أنه موجود بكثرة في القرآن الكريم، وأريد التأكد هل حقاً هناك أمثلة على آيات الإعجاز العلمي في القرآن؟
حياك الله السائل الكريم، نعم إنّ هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تدل على الإعجاز العلمي؛ فقد تحدّث القرآن الكريم عن الكثير من الأمور والحقائق العلميّة التي أثبتها العلم بعد نزول القرآن الكريم بآلاف السنين، وفيما يأتي ذكر بعض هذه الآيات:
ينفرد كلّ شخصٍ ببصمة خاصة به وحده، قال -تعالى-: (بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ). "سورة القيامة:4"
إنّ السماوات والأرض كانتا مُتَّصِلتين وتمّ انفصالهما؛ لتُصبح الأرض صالحةً للعيش، قال -تعالى-: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ). "سورة الأنبياء:30"
أصل الكون الماديّ واحد؛ وهو الدخان، قال -تعالى-: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ). "سورة فُصّلت:11"
قال -تعالى-: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ). "سورة الزمر:5"
تتناقص أطراف الأرض -النسبة بين قُطرَيها- مع مرور الزمن ممّا يجعل شكلها يُصبح بيضاوياً شيئاً فشيئاً، قال -تعالى-: (أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ). "سورة الأنبياء:44"
تُثَبِّت الجبال الأرض، فهي لها كالوَتَد للخيمة، قال -تعالى-: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ)، "سورة لقمان:10" وقوله -تعالى-: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا). "سورة النبأ:7"
يوجد كائن صغير يعيش فوق البعوضة يتطفّل عليها، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا). "سورة البقرة:26"
تتكوَّن السماء من سبع طبقات، والأرض كذلك، قال -تعالى-: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا). "سورة الطلاق:12"
خُلِق الذّباب على نحوٍ عالٍ من الدّقة والإعجاز، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ). "سورة الحج:73"
خُلِق القلب على نحوٍ عالٍ من الإتقان والإعجاز، حيث يتّصل القلب بالعديد من الخلايا؛ ومنها خلايا الدماغ، ممّا يجعله مُسهِماً في عملية الإدراك، وغيرها من العمليات، قال -تعالى-: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ). "سورة الحج:46"
قال -تعالى-: (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ). "سورة الأنعام:135"
قال -تعالى-: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ). "سورة الحَجر:22"
ويصعب حصر الأمثلة لكثرتها وما أوردناه هنا هو جزء يسير من أمثلة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.