السلام عليكم، اليوم بعد أن صليت سنة العشاء وسنة الشفع صليت أربع ركعات لقيام الليل، ثم صليت الوتر، وأريد سؤالكم هل يجوز أن أصلي قيام الليل بعد صلاة الشفع؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أسألُ الله لكم القبول والمثوبةَ والأجرَ، أمّا عن صلاة الشفع والوتر فنعم يجوز لك أن تُصلِّي قيامَ الليلِ بعد الشفع والوتر وليسَ هناكَ مانع، ولكن لا تأتي بصلاة الوتر مرة أخرى فقد صلّيتها.
وكلمة الشفعِ ليست اسماً لصلاةٍ معيّنة، فهي تُقابل الوتر؛ لأنَّ الوتر فرد، والشفع مثنى، وهي جميعاً تُسمّى بصلاة الوتر، فالصلاة واحدة وهي صلاة الوتر، والحكمُ واحد.
والوتر سنةٌ مؤكدةٌ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- شُرعت بعد صلاة العشاء، فعن عبد الله بن عمر قال: (سَأَلَ رَجُلٌ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهو علَى المِنْبَرِ: ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى، وإنَّه كانَ يقولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا؛ فإنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أمَرَ بهِ). "أخرجه البخاري"
ويبيِّنُ هذا الحديث جواز صلاةِ القيامِ بعدَ صلاةِ الوتر في حال استيقظ المسلمُ وأراد أن يُصلّي نافلةً من اللّيل، والأفضل إذا كان المسلم ينوي القيامَ لصلاة الليل وهو يعلمُ حقيقةً أنّه سيقدر على ذلك أن لا يصلّي الوتر قبلَ النوم، بل يجعله خاتماً للصلوات كلّها بعد القيام.
ومن كان لا يدري هل سيستيقظُ لصلاة قيامِ اللّيل أم لا، فيُصلِّي الشّفع والوتر قبل النّوم حتى لا تفوته الوتر إن لم يستطع صلاة القيام؛ وذلك لأهمّيتها ومكانتها، وقد ورد فضل صلاة قيام الليل في كتابِ الله -تعالى- في قولهِ: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)، "سورة الذّاريات:15-17" وهناكَ العديد من الآيات في فضل قيام الليل، وصلاة الوتر تشمل هذا الفضل.