سألتني زوجتي عن حكم الصلاة على سجادة غير مستوية؛ فأجبتها أنّ الأصل استواء مكان السجود، ولكن خطر لي سؤال آخر، وهو: هل يجوز الصلاة على الأرض مباشرة بدون سجادة، كالصلاة على الرمال مثلاً؟ أرجو الإفادة بارك الله فيكم.
حياك الله السائل الكريم، الصلاة على الأرض جائزة بلا كراهة إذا كانت طاهرة ومستوية بحيث يؤدي المسلم سجوده بالشكل الصحيح، يقول النبي الكريم: (وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا)، [أخرجه البخاري] بل ويرى العديد من العلماء أنّ الصلاة على الأرض بدون حائل أفضل من الصلاة على السجادة، فيقول ابن الحاجّ مثلاً: "الْحَاصِلُ أَنَّ أَعْلَى الْمَرَاتِبِ مُبَاشَرَةُ الْأَرْضِ بِالسُّجُودِ، ثُمَّ يَلِيهَا الْحَصِيرُ الْغَلِيظُ، ثُمَّ مَا هُوَ أَرْفَعُ مِنْهُ".
واعلم أنّ تحرّي سجادة الصلاة عند كل صلاة باعتبار أنّ لها أفضلية أمرٌ لم يثبت، فلا يوجد فضل للسجادة على غيرها من الأرض، وقد كان السلف من المهاجرين والأنصار والتابعين يُصلّون في مسجد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على الأرض دون اتّخاذ سجادة، ولا يعني ذلك عدم جواز أو كراهة الصلاة على السجادة، ولكن نقل بعض أهل العلم أنّ الصلاة على الأرض أفضل لِما فيه من التواضع.