كنت أشاهد أحد المسلسلات التاريخية التي اشتهرت في الفترة الأخيرة، وكان المسلسل يتحدث عن الدولة العثمانية ومدى قوتها، مما أثار عندي الفضول لمعرفة أسباب سقوط هذه الدولة، فما هي أسباب سقوط الدولة العثمانية؟
حيّاك الله، ذكر المؤرخون عدة الأسباب لسقوط الدولة العثمانية نبين أهمها من خلال النقاط الآتية:
اعتمد اقتصاد الدولة العثمانية بشكل أساسي على الزراعة، في الوقت التي كانت فيه الثورة الصناعية تنهض بالدول الأوروبية، فلم تعمد الدولة إلى مواكبة التطور وبقيت منشغلة في الزراعة، مما أضعف اقتصادها، وأثر ذلك فى نتائج الحرب العالمية الأولى، حيث لم يمتلك العثمانيون ما يكفي من الأسلحة والذخائر، بسبب التأخر الصناعي، فكان سببًا من أسباب الهزيمة.
اتسعت رقعة الدولة العثمانية كثيرًا، فشملت مناطق وبلدان عدة، وأدى الاختلاف الكبيرة بين الأعراق واللغات والعادات وغير ذلك إلى حدوث الاضطرابات في الدولة بسبب هذا التنوع الكبير، فلم يكن هناك تماسك وتلاحم حقيقي بين شعوب الدولة، وبالتالي تسببت هذه المشاحنات والخلافات بضعف الدولة.
يعتبر التعليم في بداية نشأة الدولة العثمانية تعليمًا جيدًا وقويًا، لكن مع مرور الوقت ضعف اهتمام الدولة بالتعليم ومحو الأمية، وعلى الرغم من امتلاكها لعدد كبير من الجامعات ومراكز التعاليم في شتى مناطقها، عانت الدولة من نقص حاد في الكتاب والمهندسين والأطباء وغيرها من التخصصات.
وعلى الجانب الآخر كانت أوروبا في هذا الوقت مهتمة جدًا في التعليم ونوعيته، فتشكّل بذلك فارق بين الدولة العثمانية والدول الأوروبية، وكان سببًا واضحًا بضعفها.
سعي القوى العظمى في ذلك الوقت للتوسع والسيطرة وفرض نفوذها على دول العالم كان سبباً كذلك، وكانت الدولة العثمانية ضمن خطط التوسع للقوى العظمى، مما ساعد في تسريع انهيار الدولة العثمانية.
في فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني استطاع مجموعة من اليهود الأتراك الدخول في صفوف الجيش، وتولي مناصب عديدة ومناصب مهمة، واستطاعوا عزل السلطان عبد الحميد الثاني، وبعد ذلك تولي السلطان محمد السادس الحكم، لكن حكمه كان عبارة عن صورة وليس له دور فاعل.
فاتسع نفوذ هذه المجموعة من الضباط من اليهود، وكشفت الكتب التاريخية عن دورهم في إسقاط الدولة، حيث قاموا بأعمال التجسس وإلحاق الهزيمة بالجيش في الحرب العالمية الأولى، فقطعوا المدد عن الجيش مما أدى إلى انهياره وإلحاق الهزائم به، على الرغم من انتصاره في بداية الحرب في معظم المعارك التي خاضها.
اجمع المؤرخون على أن السبب الأقوى والأهم الذي أدى لزوال و انهيار الدولة العثمانية هو وقوفها في الحرب إلى جانب ألمانيا، فقد كانت تقف مع الجانب الخاطىء، فقد تبين أن الدولة العثمانية وقعت معاهدة سرية واتضح لاحقًا أنها الأخطر، ويرى بعض المؤرخون أن الدولة العثمانية لو لم تقف مع الجانب الخاسر لكان لديها فرصة كبيرة للتطور والتقدم والاستمرار لمدة أطول.
يلقي البعض سسب انهيار الدولة العثمانية على العرب، وهذا ليس صحيح بالكامل، فقد بينت الروايات التاريخية الموثوقة أن العرب وقفوا لجانب الدولة العثمانية على مدار 600 عام، وقدموا الكثير من التضحيات.
لكن ما جرى من الثورة العربية الكبرى كان مجرد ثورة على حكمٍ بيد يهود الأتراك وليس السلطان، فكانت بمثابة تحرر من محاولة احتلال كبيرة لشتى الدول العربية، بغض النظر عن نتائج الثورة وتحالفاتها.