كنت في الأمس أقرأ في قصة الإسراء والمعراج، وتوقفت عند الحوار الذي دار بين جبريل عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم المتعلق بأنهار الجنة، وفي الحديث تم بيان أن هناك نهران في الجنة من أنهار الدنيا، فهل يعد نهري دجلة والفرات من أنهار الجنة؟
حيّاك الله السائل الكريم، نعم يعد نهري دجلة والفرات من أنهار الجنة، فقد ثبت في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رُفِعْتُ إلى السِّدْرَةِ، فإذا أرْبَعَةُ أنْهارٍ: نَهَرانِ ظاهِرانِ ونَهَرانِ باطِنانِ، فأمَّا الظّاهِرانِ: النِّيلُ والفُراتُ، وأَمَّا الباطِنانِ: فَنَهَرانِ في الجَنَّةِ). "أخرجه البخاري"
وجاء في حديث مالك بن صعصعة الأنصاري -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنَّه رَأَى أرْبَعَةَ أنْهارٍ يَخْرُجُ مِن أصْلِها نَهْرانِ ظاهِرانِ، ونَهْرانِ باطِنانِ، فَقُلتُ: يا جِبْرِيلُ، ما هذِه الأنْهارُ؟ قالَ: أمَّا النَّهْرانِ الباطِنانِ فَنَهْرانِ في الجَنَّةِ، وأَمَّا الظّاهِرانِ: فالنِّيلُ والْفُراتُ). "أخرجه مسلم"
وذهب بعض أهل العلم إلى أنَّ أصل النيل والفرات من الجنة، وأنهما يخرجان من أصل سدرة المنتهى ثم يسيران حيث شاء الله، ثم ينزلان إلى الأرض، ثم يسيران فيها، ثم يخرجان منها، وهذا لا يمنعه العقل، وقد جاء ظاهر الدليل يعضده.
وذهب بعض أهل العلم إلى أنهما ليسا من أنهار الجنة حقيقة، ولكنها من أفضل الأنهار وأطيبها، فذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الوصف ثناءً عليها، ورفعاً لشأنها.