السلام عليكم، أنا سيدة متزوجة حديثًا، وقبل خروجي إلى العمل صباحًا اغتسل من الجنابة ويصعب علي غسل شعري، فهل يجب غسل الشعر كاملًا من الجذور عند الاغتسال من الجنابة أم يمكن المسح عليه؟
وعليكم السلام ، اسأل الله أن يباركَ لك في زواجك، ويزيدك حرصاً على تعلّم أمور دينك، بالنسبة لغُسل الجنابة فلا بدّ فيه من غسل الشعر، ولا يكفيك المسح عليه، ولا يعدّ اغتسالك مُجزئاً إذا لم تغسلي شعرك، فلا بدّ أن تغسلي جذور الشعر وإذا كان طويلاً مجدولاً مثلاً، فإنّه يفكي غسل الجذور وغسل ما استرسل منه.
وقد جاء عن أم المؤمنين أمّ سلمة -رضي الله عنها- سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن غسل المرأة شعرها في الجنابة فقالت: (يا رَسولَ اللهِ، إنِّي امْرَأَةٌ أشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي فأنْقُضُهُ لِغُسْلِ الجَنَابَةِ؟ قالَ: لَا إنَّما يَكْفِيكِ أنْ تَحْثِي علَى رَأْسِكِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ ثُمَّ تُفِيضِينَ عَلَيْكِ المَاءَ فَتَطْهُرِينَ). "أخرجه مسلم"
وأمّ سَلمة كان شعرها مَجدولاً، فسألت رسول الله هل يجب حلّه، فأرشدها -عليه السلام- أنّه لا يجب عليها حل شعرها، وإنّما يكفيها أن تحثوَ عليه ثلاث حَثيات، والحثو يعني أن تأخذ ملء الكفين ماءً بيديها، ثم تصبّه على رأسها، وفي هذا تخفيف عن المرأة.
وبناءً عليه فالحد المُجزئ في غسل الجنابة للمرأة هو صب الماء على الرأس مباشرةً، ويكفي فيها غسلة واحدة ولايشترط الثلاث، ولا يشترط نقض الشعر وفكّه، أمّا مجرد المسح على الشعر مسحاً كما في الوضوء فهذا لا يُجزئ ولا يكفي باتفاق العلماء.
وذلك لأنّ المسح لا يُسمّى ولا يعتبر غسلاً، فالغسل هو جريان الماء على العضو المَغسول وهذا لا يحدث في المسح، وأُنبّهك أنه لا يلزم من الغسل كثرة صبّ الماء، وإنّما يكفي ملء الكفين من الماء كما أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- مع الدلك وإجراء الماء على الرأس، وعليك أن تأخذي بالأسباب كالاستيقاظ المبكر حتى تستطيعي الجمع بين الغسل وسائر أعمالك.