اعلم أيها السائل أنّه صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الوضوء بالمُد، والإغتسال بالصاع؛ فقد ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَغْسِلُ، أوْ كانَ يَغْتَسِلُ، بالصَّاعِ إلى خَمْسَةِ أمْدَادٍ، ويَتَوَضَّأُ بالمُدِّ)،(رواه البخاري في صحيحه).
ويدل الحديث دلالةً واضحةً على أن الإغتسال لا يحتاج ماءً كثيراً، لأنّ الصاع من الماء يُعادل اثنان وستمئة كيلو غراماً تقريباً؛ أي ما يُعادل خمسة أمداد من الماء؛ وهو مقدارٌ قليلٌ من الماء، إذا قسناه بكمية الماء التي نستهلكها أثناء الغُسل.
فإذا كانت كمية الماء التي وجدتها تكفي لأن تصبها على بدنك من رأسك حتى أخمص قدميك؛ فهذا الواجب عليك وغُسلك صحيح؛ لأنّ الواجب في الغُسل تعميم الماء على البدن كلّه بحيث يصل إلى كل نقطة فيه، وعليك أيضاً أن تُدلّك جسدك عند صب الماء عليه؛ حتى تتأكد من وصوله إلى كلّ عضوٍ من أعضائك.
ويجب عليك:
وثبت عن أبي جعفرالباقر -رحمه الله- أنّه قال: (قالَ لي جَابِرُ بنُ عبدِ اللَّهِ وأَتَانِي ابنُ عَمِّكَ - يُعَرِّضُ بالحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ- قالَ: كيفَ الغُسْلُ مِنَ الجَنَابَةِ؟ فَقُلتُ: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأْخُذُ ثَلَاثَةَ أكُفٍّ ويُفِيضُهَا علَى رَأْسِهِ، ثُمَّ يُفِيضُ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ. فَقالَ لي الحَسَنُ: إنِّي رَجُلٌ كَثِيرُ الشَّعَرِ، فَقُلتُ: كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أكْثَرَ مِنْكَ شَعَراً).(متفق عليه)