حيّاك الله، ورزقنا وإياك خير الإجابة. ذهب أهل العلم إلى أنّ الدعاء في السجود أفضل وأعظم من الدعاء بعد الصلاة ورفع اليدين، وإن كان كلاهما عظيماً؛ وذلك لما ورد في عدد من الأحاديث النبوية الدالة على ذلك، نذكر منها:
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ)؛ [أخرجه مسلم] وكلمة "فَقَمِن" تعني: أدعى للاستجابة لمن دعاه في السجود.
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ). [أخرجه مسلم]
كما ذهبوا إلى أنّ الدعاء بعد التشهد والصلاة الإبرهيمية، وقبل السلام؛ يأتي في المرتبة الثانية بعد الدعاء في السجود؛ من حيث الفضل وتحرّي الإجابة؛ وبعدهما يأتي الدعاء برفع اليدين أو دبر الصلوات المفروضة؛ لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ رَبَّكُمْ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا). [أخرجه أبو داود، وصحّحه الألباني]