سمعت حديثًا عن رحمة الله بخلقه، وأن الله خلق مائة رحمة، وأنزل منها رحمة واحدة فقط للأرض، وأريد أن أعرف كيف نستدل على رحمة الله بأهل الأرض؟ وما هي مظاهر رحمة الله بالإنسان؟
حياك الله السائل الكريم، شكر الله لك حرصك على التفقّه في الدين، وآتاكم رحمةً من لدنه، سأذكر لك بعض من مظاهر رحمة الله -عز وجل- التي لا تعدُّ ولا تُحصى، وذلك فيما يأتي:
وبهذه المظاهر نستدل على لُطف الله ـ سبحانه وتعالى ـ إذ أنزل على البشريةِ رحمة واسعة بها يتعايشون، وسخّر لهم من النعم ما يُمكنهم من التقلّب في رحماته إلى يوم يبعثون.
والله -عز وجل- لمّا أراد بعباده خيراً كان من أسمائه الحسنى الرحمن الرحيم، فكان عنده من الرّحمة ما تتّسع لكلِّ شيءٍ، حيث قال في كتابه العزيز: (وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ)، "سورة الأعراف:156"، وبرجاء رحمته -عز وجل- والخوف من عقابه تكمُن العبادة الحقيقية؛ حيث قال -تعالى-: (نَبِّئ عِبادي أَنّي أَنَا الغَفورُ الرَّحيمُ* وَأَنَّ عَذابي هُوَ العَذابُ الأَليمُ). "سورة الحجر:49-50"
وقد قال ـصلى الله عليه وسلم-: (إنَّ لِلَّهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ منها رَحْمَةً وَاحِدَةً بيْنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الوَحْشُ علَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَومَ القِيَامَةِ)، "أخرجه مسلم" ولقد تجلَّت رحمته على الأرض وفي الخليقة كلها، فما من أحدٍ إلّا وعليه أثر منها، إلّا أنّها للمؤمنين خالصة في الآخرة.