أخاف في هذه الفترة من حدوث أمور مكروهة لي، فأرغب بالمداومة على صلاة قيام الليل والدعاء بنية تغير القدر للأفضل وبأن تنصرف عني الشرور، فهل دعاء قيام الليل يغير القدر؟
أهلًا سائلنا الكريم، وأسأل الله أن يربط على قلبك ويكشف همَّك ويُزيل غمك، في البداية إنَّ القدر ينقسم لقسمين وهما:
والدعاء من جملة الأسباب التي يقدِّر الله -تعالى- بها الأمور في الكون، فقد يكون في علم الله أنَّ شراً مَعيناً يندفع عنك ويكون سبب اندفاعه هو الدعاء، كما أنَّه لو قدَّر الله لك الولد فإنَّ ذلك يقتضي تعاطيك للسَّبب وهو الزواج، لذلك لا يُقال أنَّه لا فائدة للدعاء بل هو من أعظم الأسباب.
وعليك ألَّا تخاف من القدر وإنما عليك التوكل على الله -تعالى- وسؤاله الخير والعافية، ثمَّ عليك أن تعلم أنَّ قضاء المؤمن كله خير، كما جاء في الحديث الصحيح عن صهيب الرومي -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له). "أخرجه مسلم"