menu search
brightness_auto
more_vert

أحب كثيرا القراءة عن الأندلس، وأحب مشاهدرة صورا لمدينة الأندلس، ودائماً أرى فيها الأثر الجميل الذي تركه المسلمون، وأردت أن أعرف بالضبط كيف انتهت سيطرة المسلمين عليها؟ وما أسباب سقوط الدولة الأموية في الأندلس؟

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

1 إجابة واحدة

more_vert

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله، بارك الله فيك لدراستك للتاريخ المزدهر الذي صنعه المسلمون في الأندلس وفي غيرها، فقد خلَّف المسلمون تراثًا وحضارةً عريقةً في الفترة التي حكموا بها الأندلس، وقد تعدَّدت أسباب سقوط الدولة الأموية في الأندلس؛ ومنها ما يأتي:

  1. الانشغال بالبذخ وكثرة الرفاهية

كان ملوك الدولة الأموية في الأندلس قد بالغوا في الترف والرفاهية كثيراً، وقد بدأت مظاهر الترف المبالغ فيها بالظهور في عهد عبد الرحمن الناصر، الذي ذكر الباحثون أنّه سبب سقوط الدولة الأموية في الأندلس؛ لكثرة ضلاله وتفاخره، فقد اشتهر بكثرة تباهيه وزخرفته للقصور والمباني، وانشغاله في الدنيا وملذَّاتِها.

وكان كثير الإنفاق على ما يخصُّ الدولة الإسلامية، وجعل للترف حيّزاً كبيراً في حياته، ومن المباني التي شُيِّدت في عهده؛ قصر الزهراء، الذي يُعدُّ من أعظم القصور وأكثرها إتساعاً، وقد طُلي من الداخل بالذهب، وكان سقفه أيضاً من الذهب والفضة، فقد كان يخطف الأنظار بجماله وروعته.

وقيل إنَ عبد الرحمن الناصر قد أزال هذا السقف الذي كان من الذهب والفضة؛ بعدما وَعَظه القاضي المنذر بن سعيد موعظة جعلت دموعه تذرف، وجعلته يندم على إسرافه وتبذيره، ومن الخلفاء الذين ذكر الباحثون أنّه تسبب أيضاً في انتهاء الخلافة الأموية؛ ابن أبي عامر.

  1. بُعد الناس عن الدين

فقد انشغل الناس في ملذَّات الدنيا ورفاهيتها، وتركوا المبادئ والأهداف والقيم الإسلامية التي كان المسلمون يمضون قُدماً لتحقيقها والحفاظ عليها، فقد كثرت مظاهر الترف، وانشغل الناس بالأمور التي ليس لها فائدة سوى ملء الفراغ الدنيوي، وتركوا الأمور المهمة التي تُعيد للأمة الإسلامية مجدها.

  1. تولية المناصب لمن لا يستحقَّها

لعل هذا من أهم الأسباب التي أثرت في سقوط الدولة الأموية في الأندلس، وخير مثال على ذلك هو ما فعله الحكم بن عبد الرحمن الناصر، عندما سُلّم ابنه زمام الأمر وتقاليد الحكم في الدولة، وهو لا يزال في عمر صغير، ولا يصلح لمثل هذه الأمور؛ فقد ذُكر أنّه كان يبلغ من العمر اثنا عشر عاماً.

فكانت هذه بدايةً لزوال الدولة الأموية في الأندلس، فكيف لطفلٍ أن يحكم دولة ويُدير شؤونها، فبعدما كان خلفاء الدولة الأموية ذو قوة وحكمة وكانوا يحرصون على اختيار الأكفاء، بدأ يظهر خلاف ذلك في أواخر خلافتهم.

وهذا ما حذّر منه النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، حيث روى عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: (إذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ قالَ: كيفَ إضاعَتُها يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: إذا أُسْنِدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ)، فلا شكَّ أن إسناد الأمر إلى غير أهله سببٌ في إضاعة الأمانة، وفساد الأنظمة، بل هو طريق لانهيار الدولة وضياعها.

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

اسئلة متعلقة

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
2 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
...