كنت أقرأ عن معركة القادسية، وعرفت أنّ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان قائد الجيش، لكنني قرأت أنه كان مريضاً في هذه الغزوة، وأريد أن أعرف ما قصة مرض سعد بن أبي وقاص في القادسية؟
حياك الله السائل الكرم، ورفع بالعلم درجاتك، كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قائداً مقداماً، أصابه مرض الدمامل، واشتدَّ عليه يوم معركة القادسية، فكان لا يستطيع الجلوس من ألمه [١] ، لكنه ركب جواده، وخاض معركةً بالغة القسوة، وشديدة الوطأة.
وكان سعد يتمنى لو أنّ المعركة قد تقدمت قليلاً قبل اشتداد مرضه، أو تأخرت قليلاً فيُشفى ويخف عنه ألمه، إلّا أنه كان صاحب همة، فوقف شامخاً، وحرّض المؤمنين على القتال، وانتصر المسلمون في هذه المعركة.
ومعركة القادسية من أهم المعارك الفاصلة بين المسلمين والإمبراطورية الفارسية [٢] ، والتي تتجلى فيها صورالتضحية لأبطال الإسلام وفرسانه، رُهبان الليل، وجنود الجهاد بالنهار.
وإنّ المُطّلع على تاريخ الصراع الفارسيّ الإسلاميّ، يجد أنّ الفرس هم الذين يبدؤون دائماً بالإعتداء، وانتهاز الفرص لبدء أيّ مُشاحنةٍ، فكانت البداية من أيام صلح الحديبية، عندما بعث النبي الأمين رسالةً إلى كسرى يدعوه للإسلام، فما كان منه إلّا أن مزّق الكتاب، وحاول قتل حامله وهو عبد الله بن حُذافة السهمي -رضي الله عنه-، الذي نجح بالهرب من بين يديه.
وقد وقعت معركة القادسية في العراق، وكان قائد جيش المسلمين سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، وكان قائد الفرس رستم، وقد كان الفارق بين أعداد الجيشين كبيراً، فابتدأ سعد بن أبي وقاص بوصيّة عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، بدعوتهم إلى الإسلام.
وأرسل إليهم ربعي بن عامر -رضي الله عنه- وقصته في ذلك مشهورةٌ، فرفضوا الإسلام ووقعت المعركة، فاقتتلوا قتالاً شديداً لمدة ثلاثة أيام، قيل في آخر شهر شوال، وقيل في شهر رمضان المبارك، فهزموهم وقتلوا قائدهم.
وحاصروا من هرب منهم في المدائن، حتى اشتدَّ الجوع عليهم، فلم يبقَ ما يأكلونه، فنزل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- إليها وافتتحها، وغنم المسلمون العديد من الغنائم، والكثير من كنوز الذهب والفضة، وقد كانت هذه المعركة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.