كلما دخلت السوق أقوم بقراءة دعاء دخول السوق: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير" ولكنني لا أفهم معانيه، وأريد أن أعرف ما هو شرح حديث دعاء دخول السوق؟
حيّاك الله السائل الكريم، وأعانك على ذكره، وأمّا شرح الحديث فموضوعه بدايةً هو بيان فضل الذكر وأهميته؛ وله تتمة تُبين هذا الفضل وما يترتب عليه من أجر وهي: (كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة)، "أورده الألباني، حسن" فأجر توحيد الله -تعالى- والإقرار بألوهيته، له فضلٌ عظيم وأجرٌ كبير، فقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ هو توحيد لله وإقرار بألوهيته.
وما بعدها من قول: يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير؛ فيها إيمان بقدرة الله وصفاته وهو إقرار بأنّ الله -تعالى- هو الخالق والقادر على الإحياء والموت سبحانه دون غيره من الخلائق.
ولعلّ الحكمة من هذا الثواب الجزيل هو أنّ القائل لهذا الدعاء يكون قد ذكر الله -تعالى- في المكان الذي ينشغل له الناس بأمور كسبِهم ودنياهم، كما أنّ الكلمات التي يشتمل عليها الدعاء من توحيد لله -تعالى- وتمجيدٍ، وتنزيه، وثناء عليه كلّها ذات فضل عظيم، حتّى أنّه قد ثبت عن بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- أنّهم كانوا يذهبون للسوق لقول هذا الدعاء وتحصيل أجره وثوابه.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الحديث الذي ورد به دعاء السوق قد أخرجه الترمذي في السنن، والإمام أحمد وابن ماجة والحاكم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-، وقد تعددت آراء العلماء في صحته.
حيث ضعّفه كثير من العلماء، ومنهم من قال بأنّه منكر لا أصل له، كابن القيم والدار قطني، والملا علي القاري وعلي بن المديني وابن باز -رحمهم الله-، وقال علماء آخرين بصحته؛ حيث حسّنه الألباني في عدةِ مواضع، كما حسّنه المنذري في الترغيب والترهيب، وغيرهم من العلماء.