menu search
brightness_auto
more_vert

قبل فترة حضرت برنامج يتحدث عن المدينة المنورة، وعن القبائل التي سكنتها على مدار التاريخ، وأن أكثرهم من اليهود، وسمعت أن الأوس والخزرج كانوا يسكنون بها قديماً، وأريد معرفة من هم الأوس والخزرج بالضبط؟ وهل كان الأوس والخزرج من اليهود؟

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

1 إجابة واحدة

more_vert

أهلًا ومرحبًا بك أخي الكريم، بارك الله فيكَ على هذا السؤال ولحرصكم على تلقي المعلومة الصحيحة، بدايةً أخي الكريم إنَّ الأوس والخزرج هما قبيلتان من قبائل العرب، وكانت هاتان القبيلتان تسكنان المدينة المنورة في شبه الجزيرة العربية، والتي كانت تُسمى قبل هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليها بيثرب.

وإنَّ قبيلتي الأوس والخزرج ترجعانِ إلى الأخوانِ الأوس والخزرج، وهما ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، وبذلك يكون الخلف من ذريتهم الأخوان هم أبناء عمومةٍ.

أمّا بالنسبة لديانة الأوس والخزرج فقد كانوا من المُشركين الذين يعبدون الأوثان وليس من اليهود، ودليل ذلك أنَّهم كانوا يحجُّون إلى الكعبة في مكة المكرمة، ومعلومٌ أنَّ الكعبة آنذاك كانت مليئة بالأوثان، وهذا ما يؤكد على أنَّهم كانو من المشركين، وليس من أهل الكتاب.

ومما يؤكد أنَّهم من المشركين أيضًا، أنَّ اليهود كانوا يغيظونهم ويستنصرون عليهم بأنَّهم أهل كتاب، وأنَّ الله سيبعث فيهم رسولًا يتبعونه، فقد جاء ذلك في قول الله -تعالى-: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ). "البقرة: 89"

ولا يُستبعد أن يكون منهم من اتبع الديانة اليهودية آنذاك، ولا سيما أنَّ اليهود كانوا يقطنون قريبًا منهم، ولا يُستبعد أن يكون منهم كذلك من كانوا على الحنيفية السمحة، أمَّا بعد مجيء الإسلام، فقد اتبع الأوس والخزرج الديانة الإسلامية، وآمنوا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونصروه.

وتغيّر اسمهم بعد ذلك وسُمّوا بالأنصار، وقد مدحهم الله -عزَّ وجلَّ- في القرآن الكريم، وذلك في قوله -تعالى-: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). "التوبة: 100"

ولا بدَّ من تنبيهك أخي الكريم أنَّه بالرغمِ من القرابةِ التي بينَ الأوس والخزرج؛ إلَّا أنَّ الحرب كانت قائمةً بينهم قبل إسلامهم، أمَا بعد مجيء الإسلام فقد ألّف الله -عزَّ وجلَّ- بين قلوبهم، والذي يُعتبر ذلك آيةً من الآيات الباهرة التي أيَّد الله بها نبيَّه الكريم؛ إذ كيف لمن دامت بينهم الحروب لسنواتٍ، ولمن مُلئ قلبهم بالضغينةِ على بعضهم يُصبح كلَّ واحدٍ منهما يحمل مودةً للآخر.

وصاروا بتوادِّهم وتراحمهم كالجسدِ الواحد، فقد كان جمعهم على كلمةٍ واحدة، واتحادهم ونشر المودةِ والمحبةِ بينهم أمرًا مستحيلًا، ولولا فضلُ الله -عزَّ وجلَّ- لما حصل بينهم هذا التآلف والتوادَّ، وقد جاء ذلك صريحًا بنصِّ القرآنِ الكريم في قول الله -تعالى-: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). "الأنفال: 63"

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

اسئلة متعلقة

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
2 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
...