أمارس الاستمناء من سنتين، والآن أريد ترك هذا الأمر والعودة إلى الله تعالى؛ فكيف أتوب من العادة السرية وهل هناك كفارة لها؟
أهلاً وسهلاً أخي الكريم، وأسأل الله -تعالى- أن يغفر لك ذنبك، ويطهِّرَ قلبك، ويحصِّنَ فرجك، وأما كيفية التوبة من ممارسة العادة السرية، فتكون بتحقيق مجموعةٍ من الخطوات المعينة على تركها، ولا يوجد كفارةٍ معينةٍ لها إلا التوبة النصوح، وسأبيِّن لك خطوات كيفية التوبة منها، وهي كما يأتي:
أجمع العلماء على أنَّ التوبة من أي ذنب يجب أن تكون على الفور، ولا بد حتى تكون توبةً نصوحةً أن تحقق شروطها، وهي كما يأتي:
حتى تعين نفسك على الالتزام بقرارك الذي عزمت به على ترك العادة السرية، فعليك أن تشخّص حالتك، وتبدأ بالعلاج من إدمانها، ويكون ذلك بمراجعة أحد المستشارين والمختصين في علم النفس والأسرة، ليعطيك اختباراتٍ وبرامج تشخيصيةٍ وعلاجيةٍ.
وإن كنت تتحرج من ذلك، فعلى الأقل يمكنك زيارة المنصات أو الصفحات أو المواقع المختصة بتشخيص وعلاج إدمان العادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية، كفريق واعي، وكثيرٌ من العلماء والمختصين.
والمقصود أن يتم الابتعاد عن الوسائل المؤدية إلى العادة السرية، كالخلوة والفراغ الزائد، وإطلاق البصر إلى المحرمات أو المواقع الإباحية، واستبدال الصحبة السيئة بالصحبة الصالحة، وقطع أيَّ علاقةٍ محرمةٍ، وإلغاء متابعة الصفحات والمجموعات التي تذكرك بها، واستخدام النت والأجهزة الإلكترونية في نطاقٍ محدودٍ، وفي حضرة الآخرين في البيت، وغيرها.
كإشغال نفسك بالانخراط مع المجتمع أو الأصدقاء أو الالتحاق بنادٍ ثقافي أو قرآني، أو رياضي لممارسة الرياضة، وعدم الإكثار من الأكل حتى لا تزيد من الدافعية والرغبة لممارسة العادة السرية، كما أنصحك بالصيام، والتحصن بالذكر وكثرة قراءة القرآن.
حيث إن من أكثر الأمور المعينة على ترك العادة السرية هو إعفاف النفس بالزواج، الذي يعين على تلبية رغبات الإنسان الفطرية والجنسية، مصداقاً لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ، وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ). "أخرجه البخاري"
الدعاء سلاح المؤمن في كل أحواله، والله -تعالى- قادرٌ على تغيير حال من التجأ إليه يرجوه حاجةً، خاصةً إن كان أمراً يعين على طاعةٍ أو ترك معصيةٍ، لكن بشرط أن تكون صادقاً في ذلك، وتبذل كل ما تستطيعه على تركها، وتأخذ بالأسباب، لقوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ). "سورة الرعد:11"
وأكثر من الدعاء المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من شرِّ سمعي ومن شرِّ بصَري ومن شرِّ لِساني ومن شرِّ قلبي ومن شرِّ مَنيِّي). "أخرجه أبو داود، صحيح"
اجتهد في هذه الأمور، وسيكون العلاج بإذن الله -تعالى- حتى ولو بعد حين، فالعلاج يحتاج لمدة أشهر، واعلم بأن باب التوبة مفتوحٌ، وإن تكرر الخطأ مراراً، هذا والله -تعالى- أعلم.