حياك الله السائل الكريم، وزادك فهماً وتدبُّراً في كتابه العظيم، ومعنى كملة مهطعين في القرآن الكريم أي:
- مسرعين إلى المنادي بذلٍّ وخضوع.
- مسرعين مادِّي أعناقهم.
- مديمي النّظر بخشوعٍ وذِلّة دون أن يطرفوا نظرهم.
- المُذْعِنون الخاضعون.
- نقل القرطبي ثلاثة أقوال لأهل العلم في كتابه، فقيل: مسرعين، وقيل: مديمي النّظر، وقيل: لا يرفعون رأسهم.
وكلّ هذه الأقوال التي ذكرها أهل العلم في كتب التفسير قريبة متشابهة تفيد الإسراع إلى المنادي بذلٍّ وخضوع، ففي قوله -تعالى-: (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ)، [إبراهيم:43] يعني مسرعين لإجابة الداعي ليقفوا بين يدي الله للحساب، ولا مهرب لهم ولا ملجأ.
وفي قوله -تعالى-: (فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ)، [المعارج:36] أي مسرعين مديمي النظر إليك ومادّي أعناقهم نحوك، وهنا يُنكر الله -عز وجل- على الكفار الذين كانوا يستهزئون بآيات الله -تعالى- وبكلام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وهم يتطلّعون نحو النبيّ ويمدّون أعناقهم إليه ليستمعوا منه الكلام ويُكذّبوه.