ذهبت البارحة لحفلة صديقتي التي أقامتها بمناسبة إتمامها لحفظ كتاب الله تعالى، وأثناء الجلسة قالت إحداهن بأنها حفظت القرآن بفضل دعاء كانت تردده دائماً، وساعدها على حفظ القرآن وعدم نسيانه، فما هو دعاء حفظ القرآن وعدم النسيان؟
أهلًا وسهلًا، أسأل الله -تعالى- أن يرزقك حفظ القرآن الكريم ويجعلك من العاملين به، اعلمي أنّه لا يوجد دعاء ثابت لحفظ القرآن، ولكن يمكن للمسلم أن يدعو ويُلحّ على الله -تعالى- ويسأله حفظ القرآن وتثبيته في قلبه وصدره والعمل به، مع الأخذ بأسباب إجابة الدعاء، وأسباب تثبيت الحفظ من كثرة المراجعة وتعاهده والاستمرار بتلاوته وفهم آياته.
وإليك بعض الدعوات التي تتعلّق بحفظ القرآن الكريم:
وقد ورد حديث حكم عليه أهل العلم -ومنهم ابن الجوزي والذهبي والألباني- بالوضع والضعف والنكارة؛ وفي هذا الحديث قصة، وهي أنّ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- شكا إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- تفلّت الحفظ منه، فأرشده الرسول الكريم إلى طريقة للدعاء، وعلّمه دعاء يُطلق عليه دعاء حفظ القرآن، وهذا الدعاء هو:
"اللهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ المعاصِي أبَدًا ما أبْقيتَنِي، وارْحمْنِي أنْ أتَكَلَّفَ ما لا يَعنِينِي، وارْزُقْنِي حُسنَ النَّظرِ فِيما يُرضِيكَ عنِّي، اللهُمَّ بَديعَ السمواتِ والأرضِ! ذَا الجلالِ والإكرامِ، والعِزَّةِ التي لا تُرامُ، أسألُكَ يا اللهُ يا رَحمنُ بِجلالِكَ ونُورِ وجهِكَ أنْ تُلزِمَ قلْبِي حِفظَ كِتابَكَ كَما علَّمتَنِي، وارْزقُنْيِ أنْ أتْلُوَهُ على النَّحوِ الذي يُرضِيكَ عنِّي، اللهُمَّ بَدِيعَ السمواتِ والأرضِ! ذَا الجلالِ والإكرامِ، والعِزَّةِ التي لا تُرامُ، أسألُكَ يا اللهُ يا رحمنُ! بِجلالِكَ ونُورِ وجْهِكَ، أنْ تُنَوِّرَ بِكتابِكَ بَصَرِي، وأنْ تُطلِقَ به لِسانِي، وأنْ تُفَرِّجَ به عن قَلبِي، وأنْ تَشرَحَ به صَدْرِي، وأنْ تَستَعْمِلَ بِه بَدَنِي؛ فإنَّهُ لا يُعينُنِي على الحقِّ غَيرُكَ، ولا يُؤتِينِه إِلَّا أنتَ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بِاللهِ العلِيِّ العظِيمِ".
وقد أورد الألباني هذا الحديث في صحيح الترغيب عن عبد الله بن عباس وحكم عليه بالضعف، لكنّ معناه وكلماته لا حرج بها ولا تُخالف الشّرع، فبإمكانك الدعاء به مع عدم اعتقاد صحّة القصة الوادرة فيه.