حياك الله السائل الكريم، وأسأل الله أن يُعينك على طاعته ويتقبّل منك، ويُمكنك عندما تنوي الإحرام بالعمرة في الميقات أن تدعو فتقول: "لبّيك اللهمّ عمرةً خالصةً لوجهك الكريم"، أو تقول: "اللهمّ إِنّي أريد العمرة، فيسِّرها لي وتقبّلها منّي"، أو تقول: "نويت العمرة وأحرمت بها لله تعالى"، ونحوها من الأدعية التي تدلّ على إحرامك بالعمرة.
واعلم أنّ الإحرام لا يصحّ إلا بالنيّة، والنية مكانها القلب، فلو نويت الإحرام؛ أي الدخول في نُسك العمرة في قلبك دون تلفّظ بالنية أو الدعاء بعدها فلا شيء عليك، لأنّ التلفّظ بها أو التلبية معها سُنَّةٌ مستحبَّةٌ عند جمهور الفقهاء لا واجبة، ولكنّ الأفضل عند العديد من العلماء أن تتلفّظ بها مع التلبية؛ لأنّ ذلك أثبت وأبعد عن السّهو.
ويُسنّ كذلك بعد أن تنوي العمرة أن تُلبّي الله -تعالى-، فتقول: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ)، [أخرجه البخاري] والأفضل أن تبقى ملبِّياً ما استطعت حتّى ترى الكعبة، فتترك حينها التلبية، ويجدر بالذّكر أنّ التلبية سُنَّةٌ عند الشافعية والحنابلة والعديد من العلماء، ونقل الخطابي القول بوجوبها عن الحنفية والمالكية.