أنا سيدة تطلقت قبل شهر، وما زلت في فترة العدة في منزل أبي، وأريد الخروج من المنزل، وسمعت أقوالاً تبيح الخروج بشرط عدم التزين، مفا حكم خروج المطلقة من بيتها في فترة العدة؟
حياكِ الله أختي الكريمة، وبارك الله فيكِ، تعددت آراء العلماء في حكم خروج المُعتدّة على قولين، سأذكرهما فيما يأتي:
وعليه فإنه يجواز للمعتدة الخروج في النهار للضرورة، ولا تخرج في الليل، وهي ليست كباقي الزوجات؛ فلا تخرج للتنزه، ولا لزيارة الناس، ولا للسفر، وليس لها المبيت خارج البيت، وإنما تخرج للعمل أو للدراسة أو لحاجةٍ مهمةٍ فقط، ولا تخرج في الليل إلا للضرورة، كالذهاب للمستشفى للعلاج.
والمُعتدّة من الطلاق الرَّجعي تعتدّ في بيت زوجها، أمّا المُعتدّة من طلاقٍ بائنٍ فهي مُخيَّرة بين أن تعتدّ في بيت زوجها بشرط عدم الخلوة بينهما، أو أن تعتدّ في بيت أهلها.
وقال العلماء إنّ العدة حقٌّ من حقوق الله -تعالى-، فلا يستطيع أحدٌ إسقاطها، لا الزوج ولا غيره، وعدة المطلقة تختلف عن عدة المُتوفّى عنها زوجها، فإنّ المعتدة من وفاةٍ يلزمها الإحداد مع العدّة بخِلاف المرأة المطلقة.
ومنهم من قال إن المطلقة يلزمها لزوم المَسكن كالمتوفى عنها زوجها، فيجوز خروجها في النهار للحاجة، ولا تخرج في الليل إلّا للضرورة، أما من قال بخرجها كبقية الزوجات، فقد قالوا بأنّ الله سمّاها زوجةً وسمّاه بعلاً، وما دامت زوجةً فهي كغيرها من الزوجات، فلا يلزمها لزوم المسكن، ولها أن تخرج كغيرها من الزوجات.
والعدة للمطلقة من زوجها شُرعت لحكمٍ عديدة؛ فهي فرصةٌ للزوجين للعدول عن قرار الانفصال، وهي فترة ضروريةٌ للتأكد من سلامة الرحم وخلوه من الأجنة.