أثار صديقي تساؤلات عديدة حول طوفان قوم نوح عليه السلام، وحاولت أن أجيبه على بعضها، مثل: أين حدث طوفان نوح؟ وأين ذهب ماء الطوفان وكم استمر؟ ولكن السؤال الذي أحتاج إلى مساعدتكم فيه، هو: هل طوفان نوح أغرق الأرض كلها، بمعنى هل كان طوفان نوح عالمياً؟
حياك الله السائل الكريم، إنّ المتدبّر لقصة الطوفان في القرآن الكريم يجد أنّ نصوص القرآن دلّت بشكلٍ صريح على أنّ الطوفان قد عمّ الأرض بأكملها، ولم ينجُ من البشرية والحيوانات إلا مَن كان مع نوح -عليه السلام- في السفينة، ويدلّ على ذلك قول الله -تعالى-:
وأهل التفسير على أنّ الطوفان عمّ الأرض بسائر أرجائها، يقول ابن كثير عن الماء: "..الَّذِي قَدْ طَبَّق جَمِيعَ الْأَرْضِ"، ويقول ابن عاشور: "وَفِي زَمَنِ نُوحٍ وَقَعَ الطُّوفَانُ عَلَى جَمِيعِ الْأَرْضِ"، ثمّ إن الله -عزّ وجل- قد بيّن في كتابه الكريم أنّ البشرية بعد ذلك جاءت من نسل ذرية نوح -عليه السلام-.
قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ* وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ* وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ* سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ* ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ). [الصافات:77-81]