قمت بإنشاء مجموعة أنا وصديقاتي لختم القرآن يومياً، بحيث تأخذ كل واحدة مننا جزءاً، وقد سمعت أنّ هذا الأمر بدعة، ولذلك أريد سؤالكم ما حكم توزيع أجزاء القرآن على أعضاء مجموعة واتساب لختم القرآن يومياً؟
حيّاك الله أختنا الكريمة، وتقبل الله صالح أعمالكم، فإن الصورة التي ذكرتِها من ختم القرآن الكريم بتوزيع كل أجزائه على أعضاء المجموعة المنشأة في موقعٍ من مواقع التواصل الاجتماعي، فإنها جائزةٌ بشرط أن لا تُتَّخذ سنةً، أو أن يُعتبر لها فضيلةً معينةً، ولا تعتبر الواحدة منكنَّ خاتمةً للقرآن الكريم، لأنها لم تقرأ إلا بعض أجزاء القرآن.
وهذه الصورة تسمى عند العلماء بالإدارة؛ يعني أن تدور النوبة على كل منهم بالقراءة، فتحصل القراءة من القارئ، ويشاركه الآخرون باستماع القراءة، وفعلكم هذا هو من باب التعاون على البر والتقوى، والتعاهد على فعل الطاعة، والدعوة إلى الهدى، وتشجيع بعضكم لبعض على الخير والتواصي بالحق.
ولكنَّ الأفضل أن تقرأ الواحدة منكنَّ نفس الجزء من أول القرآن الكريم إلى آخره، بحيث إذا بدأتم من أول المصحف، تقرأ الواحدة منكنَّ الجزء الأول، وتقرأ الثانية الجزء الأول، وهكذا في الثانية والثالثة، تفعلنّ ذلك من أول المصحف إلى آخره، حتى تصبح كل واحدةٍ منكنَّ لها أجر ختم القرآن الكريم، ويكون لكم فضل دعاء ختم القرآن الكريم.
وإنَّكم بهذه الصورة في قراءة القرآن، تبلغون أجر ختم القرآن الكريم كاملاً، ويكون معه بركة استجابة الدعاء، وفي اجتماعكم بوسيلة مواقع التواصل الاجتماعي يعدّ هذا من باب الاجتماع على كتاب الله -تعالى- ومدارسته، مع أنّ الأفضل والمستحب أن يكون اجتماعكم لقراءة القرآن في مكانٍ واحد على أرض الواقع.
وذلك لعموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ). "أخرجه مسلم"
وما ثبت عن عقبة بن عامرٍ -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: (تعلَّموا كتابَ اللهِ وتعاهدوه، وتغنوا به، فوالذي نفسي بيدِه، لهو أشدُّ تفَلُّتًا من المخاضِ في العقلِ)، "أخرجه الألباني، صحيح"، هذا والله -تعالى- أعلم.