السلام عليكم، أنا رجل متزوج وهناك بعض المشاكل بيني وبين زوجتي، ولكن قبل يومين احتد بيننا النقاش، فقلت لها: كل شيء بيننا انتهى، فهل يعتبر قولي لزوجتي" أنّ كل شيء بيننا انتهى" طلاق؟
1 إجابة واحدة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بدايةً أخي الكريم عليكَ العلمُ بأنَّ ألفاظَ الطلاقَ منها ما هو صريحٌ، مثل قول الرجلِ لزوجته: أنتِ طالقٌ، ومنها ما هو كنائيٌّ، مثل قولِ الرجلِ لزوجته: اذهبي إلى بيتِ أهلك، وغيرها من الألفاظَ التي لا تدلُّ دلالةً صريحةً على إرادةِ الطلاقِ.
وإنَّ قولكَ لزوجتكِ "أنَّ كلَّ شيءٍ بيننا انتهى" يعدُّ من الألفاظِ الكنائيةِ التي تحتاجُ إلى نيةِ وقوعِ الطلاقِ، ليقعَ الطلاقُ بها، وبناءً على ذلك عليكَ مراجعة نفسكَ جيدًا، هل عندما تلفظتَ بها كنتَ ناويًا الطلاقَ، قاصدًا له أم لا؟ فإنَ كنت قاصدًا للطلاقِ فإنَّها تُحسبُ طلقةً، وإن لم تقصد بها الطلاقَ فلا تُحسبُ طلقةً.
وإنَّ الألفاظَ الكنائيةَ تحتاج من المسلمِ عند خروجها من فيهِ إلى نيةٍ وقصدٍ للطلاقِ، حتى يقعَ الطلاقَ، أمَّا إن لم ينو الرجلَ من كلامهِ الكنائيِّ الطلاقَ فإنَّ الطلاقَ بهذه الحالةِ لا يقع، بعكسِ الألفاظِ الصريحةِ التي لا تحتاجُ إلى نيةٍ، والتي يقعُ بها الطلاقُ بمجردِ النطقِ بها.
واعلم أنَّ موضوعَ الطلاقِ يعدُّ من المواضيعِ الحساسةِ جدًا، التي لا يستطيعُ أيًا كانَ الإجابة عليها، لذلك أنصحكَ عند الاستفسارِ عن هذه الأمور، أن تذهبَ إلى دائرة الإفتاءِ، لتحصلَ على إجابةٍ وافيةٍ كافيةٍ، ولتقطعَ فتوةً بذلك؛ إذ إنَّ هناكَ الكثيرُ من التفاصيلِ التي لا بدَّ للمفتي من معرفتها ليتمكنَ من إفتائك بشكلٍ صحيحٍ وجازمٍ.
وإنَّ الجدال والنقاشَ أمرًا لا بدَّ منه في الحياةِ الزوجيةِ، وليس هناكَ بيتٌ يخلو من المشاكلْ، لكن ليس من الصوابِ أن تتجادلا وأنتما في حالةِ غضبٍ؛ لئلا يصدر من كليكما كلامًا تندمان عليهِ فيما بعد، لذلك أنصحكَ أخي الكريم أن تؤجلّا النقاش حتى تهدءا، وحتى تخرجا بثمرةٍ من هذا النقاش.