لدي بحث عن ورود ذكر نهر الفرات في القرآن الكريم؟ أرجو المساعدة
حياك الله وأعانك على استكمال بحثك، نهر الفرات من الأنهار الكبيرة التي تنبع من جبال طوروس في تركيا، كما يجتاز سوريا والعراق متحداً مع نهر دجلة، مشكلاً هذا الاتحاد شط العرب، ثم يصب في الخليج العربي.
ذهب بعض المفسرين إلى أن قوله -تعالى-: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى)،"محمد: 15" أنّ المقصود بالأنهار هنا نهري دجلة والفرات ونهر النيل؛ فالعسل نهر النيل، واللبن نهر دجلة، ونهر الفرات هو الخمر في الجنة.
واستدل بعضهم بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي ثبت في صحيح البخاري، فيقول فيه: (رُفِعْتُ إلى السِّدْرَةِ، فإذا أرْبَعَةُ أنْهارٍ: نَهَرانِ ظاهِرانِ ونَهَرانِ باطِنانِ، فأمَّا الظّاهِرانِ: النِّيلُ والفُراتُ، وأَمَّا الباطِنانِ: فَنَهَرانِ في الجَنَّةِ، فَأُتِيتُ بثَلاثَةِ أقْداحٍ: قَدَحٌ فيه لَبَنٌ، وقَدَحٌ فيه عَسَلٌ، وقَدَحٌ فيه خَمْرٌ، فأخَذْتُ الذي فيه اللَّبَنُ فَشَرِبْتُ، فقِيلَ لِي: أصَبْتَ الفِطْرَةَ). "أخرجه البخاري"
وقد صرّح بعض المفسرين كابن حزم وغيره: "ليس المقصود من هذه الأنهار الموجودة في الأرض أنّها ذاتها التي في الجنة، بل هي أسماء أنهار في الجنة، تسمى الفرات والنيل، كالسلسبيل والكوثر".
والله -تعالى- أعلم.