رزقك الله الخير، وأجاب دعواتك، اعلم أنّه لا يعني إذا دعوت دائما بدعاء سواء كان قصيراً أم طويلاً فإنه سيستجاب فوراً؛ لأن استجابة الدعاء راجعة إلى الله وحده هو أعلم بها.
والله سبحانه قد جعل لاستجابة الأدعية شروطاً متى توفرت كان مظنة الاستجابة، منها:
- المأكل والمشرب الحلال.
- عدم استعجال الاستجابة
- اليقين أثناء الدعاء.
- استثمار أوقات الدعاء الفاضلة، مثل الدعاء بين الأذان والإقامة، أو في السجود، أو في آخر ساعة يوم الجمعة، وغيرها.
- دعاء الله بأسمائه الحسنى وخاصة التي هي مظنة اسمه الأعظم سبحانه.
فمتى توفرت الشروط حصلت الاستجابة إن شاء الله، ولكن هذه الاستجابة لها أشكال كما ورد في الحديث عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا . قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ. قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ). رواه الإمام أحمد في المسند وهو حديث حسن
فليس من شرط الاستجابة أن تقع كما تريد وترجو، فالله أعلم بخلقه وما يصلحهم وما ينفعهم، وله الحكمة التامة، (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ). " سورة الأنبياء: 23"
ومع ذلك فأنصحك أن تحرص على بعض الأدعية القصيرة التي هي من جوامع الأدعية المأثورة، ومنها:
- (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، فقد جاء في الحديث المتفق عليه عن أنس بن مالك أن هذا الدعاء كان أكثر دعاء النبي -عليه الصلاة والسلام-.
- (اللهم إني اسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة)، فقد جاء في الحديث عن العباس بن عبد المطلب قال: (قلت: يا رسول الله؛ علمني شيئاً أسأله الله عز وجل، قال: سل الله العافية، فمكثت أياماً ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله، فقال لي: يا عباس يا عم رسول الله: سل الله العافية في الدنيا والآخرة). رواه الترمذي وصححه
- (اللهم إني اسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك محمد وأعوذ بك من شر استعاذ منه عبدك ونبيك محمد)، فقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يعلم عائشة هذا الدعاء كما روى ابن ماجة في سننه.
والله أعلم