حيّاك الله السائل الكريم، لم يرد دليل على مدة مكوث سيدنا يونس -عليه السلام- في بطن الحوت، مع الإشارة إلى أنّ الله -تعالى- ذكر قصة يونس -عليه السلام- في القرآن الكريم بمقدار ما تتحقق العظة والعبرة والبيان من هذه القصة، ولا ينبغي معرفة جميع تفاصيل القصة وجميع جزئياتها التي لن تفيد في الدين أو الدنيا، بل على المسلم أن ينشغل بما ينفعه.
ولقد وردت عدة أقوال للمفسرين في مدة مكوث يونس في بطن الحوت، فيما يأتي ذكرها:
- قال ابن كثير في تفسيره عن سعيد بن أبي الحسن البصري قال: مكث في بطن الحوت أربعين يوماً.
- قال البغوي في تفسيره: فمكث فيه أربعين من بين يوم وليلة.
- قال عطاء عن جعفر الصادق: سبعة أيام، وقيل: ثلاثة أيام.
- قال أبو السعود: قذفه الحوت إلى الساحل بعد أربع ساعات كان فيها في بطنه وقيل بعد ثلاثة أيام.
- قال الألوسي: قذفه إلى الساحل بعد ساعات.
- قال الشعبي: التقمه ضحى ولفظه عشية.
- قال قتادة: أنه بقي في بطنه ثلاثة أيام، وهو الذي زعمته اليهود.
وقد سمع يونس وهو في بطن الحوت تسبيح الحصى ودوابّ البحر، فأقبل على الله وأثنى عليه وخرّ ساجداً، وتضرّع إليه بأن يفرّج كربه، ودعا بدعاء ذكره الله -تعالى- في قوله: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). "سورة الأنبياء: 87"