حياك الله السّائل الكريم، وسؤالك جديرٌ بالاهتمام، وأوّل من اهتم بالتدوين الرسمي العام للسنة النبوية هو الخليفة عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-، وتبنّى هذه الفكرة من جهود والده الأمير عبد العزيز بن مروان الذي كان يطلب من الصحابي الأمير كثير بن مرة أن يكتب له ما سمعه من الصحابة.
واعلم أنّ تدوين السنة النبوية الشريفة قد تدرّج منذ عهد النبوّة مع حفظ القرآن، ثمّ إلى الخلافة الراشدة، ثمّ كان التدوين بصفةٍ رسمية في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، إذ أحسّ بضرورة جمع الأحاديث في ديوانٍ واحدٍ حتى يكون مرجعاً أساسياً للناس، واتّبع لإنجاز هذا المشروع عدّة خطط:
- أولاً: عيّن رواتب لأهل العلم مقابل انقطاعهم في جمع السنة النبوية.
- ثانياً: بعث أوامر رسمية للأمصار والأمراء لجمع السنة، وذلك كما يأتي:
- بعث إلى الأمصار الإسلامية أمراً بجمع السنة النبوية، وأصدر أمراً خاصاً أيضاً للمدينة المنورة منبع السنة النبوية.
- أمر أبا بكر بن حزم بجمع السنة؛ لأنّه اشتهر بكونه ثقةً ثَبْت.
- أمر ابن شهاب الزهري بجمع السنة، فكان تدوينه أكثر تأثيراً وأكبر حجماً وشهرةً في التاريخ.