الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
حياكم الله أختي الفاضلة، ونشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله -تعالى- أن يرعاكم، وأن يحفظكم، كما ونسأله -سبحانه- بأن ييسّر لولدكِ الخير، وأن يصرف عنه الشَّر، وأن يردَّه إليكِ بخير وصحة وعافية.
أمَّا بالنسبة لسؤالك: أريد دعاء أردده كل يوم ليحفظه في غربته من كل شر ويعود لوطنه بخير وسلامة وصحة؟ فليس هناك ثمة دعاء معين يُردّد كلَّ يوم لحفظ المسافر، ولكن الدعاء بابٌ واسع، فلكِ أن تدعي الله -تعالى- بما شئتِ من الأدعية المشروعة.
وإليكِ أختي الفاضلة بعضًا منها:
- اللهم إني أسألُك العافيةَ لابني في الدنيا والآخرةِ، اللهم إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استرْ عورته وآمنْ روعاته، اللهم احفظْه مِن بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه، وأعوذُ بعظمتِك أن يُغتالَ مِن تحته.
- اللهم ربَّ السماوات السبع وربَّ العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كل شيء، أنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، منزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحب والنوى، أعيذه بك من شرِّ كل شيءٍ أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس دونك شيء، يسِّر له سفره، وردَّه إليَّ سالمًا يا رب العالمين.
- اللهم يسِّر له سفره، واطوِ عنه بعده، وادفع عنه مشقَّته، اللهم أنت الصَّاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إنِّي أعيذه بك من وعْثَاء السَّفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل، وردَّه إليَّ بخير حالٍ يا رب العالمين.
وإليكِ أختي الفاضلة أيضًا الأدعية الثابتة في السنة والتي يدعو بها المقيم للمسافر عند سفره، وهي:
- (أستودعُكَ اللَّهَ الَّذي لاَ تضيعُ ودائعُهُ): فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ودَّعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (أستودعُكَ اللَّهَ الَّذي لاَ تضيعُ ودائعُهُ)، رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
- (أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك): فعن سالم أنَّ ابن عمر -رضي الله عنه- كان إذا ودَّع رجلًا أخذ بيده، فلا يدعها حتى يكون الرَّجلُ هو الذي يدع يده، ويقول: (أستَودِعُ اللهَ دِينَكَ، وأمانتَكَ، وخَواتيمَ عملِكَ)، رواه الترمذي وصحّحه.
- (زوَّدَك اللَّهُ التَّقوى، وغفرَ ذنبَك، ويسَّرَ لَك الخيرَ حيثُما كنتَ): فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: جاء رجلٌ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله إني أريد سفرًا فزوِّدني، قال: (زوَّدَك اللَّهُ التَّقوى) قال: زدني، قال: (وغفرَ ذنبَك) قال: زدني بأبي أنت وأمِّي، قال: (ويسَّرَ لَك الخيرَ حيثُما كنتَ)، رواه الترمذي وصححه الألباني.
ونسأل الله أن يرعاكم، وأن يحفظكم، وأن يصرف عنكم الشر، والله ولي التوفيق.