قرأت مرة أن صلاح الدين الأيوبي كان هو قائد المسلمين في معركة حطين، وعندما بحثت عن قائد الصليبين وجدت أكثر من اسم، فهل كانوا أكثر من قائد وما أسمائهم؟ وهل قائد الصليبين في معركة حطين ريمون الثالث؟
حياك الله السائل الكريم، الصحيح أنّ القائد العام لجيوش الصليبين في معركة حطين هو ملك بيت المقدس، واسمه: غي دي لوزينيان، أمّا ريمون الثالث الذي ذكرته فكان قائد فرسان الصلييبين في المعركة، ولم يكن القائد العام للجيوش.
ولوزينيان فرنسيّ الأصل، وكان زوجاً لأخت ملك بيت المقدس بَلدوين الرابع، الذي مات قبل ذلك، وجاء بعده ابن شقيقته بلدوين الخامس الذي مات أيضاً، فصارت أمّه أخت بلدوين الرابع هي الملكة، ونَصّبت هي بدورها لوزينيان ملكاً على مملكة بيت المقدس.
ولكنّ لوزينيان كان مُتحالفاً مع أرناط ملك الكرك، وداعماً له في إيذاء المسلمين، حتى بلغ الحال بأرناط أنْ قطع الطريق على الحُجّاج وقتل بعض أفرادها، فقرّر صلاح الدين ملاقاة الصلييبين في معركةٍ فاصلةٍ، وبدأ الفريقان الحشد لتلك المعركة، التي سبقها بعض العمليات العسكرية الخاطفة لصلاح الدين، وفتح بعض القلاع؛ وذلك تمهيداً لتلك المعركة.
وفي عام 583هـ من شهر ربيع اثاني التقت جيوش المسلمين مع جيوش الصلييبين في منطقة حطين قرب طبريا، ودارت معركةٌ ضروسٌ بينهم، واستطاع المسلمون الإحاطة بالصليبيين، وقطعوا عنهم الماء وأحرقوا الأعشاب، فأجهدوهم ثمّ حاصروهم بالسهام والرماح، فقُتل من الصليبيين الآف المقاتلين، ولم ينجُ منهم إلا المئات فيما يُذكر.
وكان ريمون أوريموند الثالث هو قائد الفرسان في المعركة، وحاول أثناء المعركة فتح ثغرةٍ للصليبيين للهرب بطلبٍ من لوزينيان، ولكن صلاح الدين أحاط بهم، وقيل إنّه كان أمير طرابلس، وكان مُبغضاً لوزينيان، وتعمد الهرب والانهزام في المعركة بالإتفاق مع صلاح الدين؛ لذلك خرج من تلك الثغرة ولم يرجع إلى المعركة.
وقام صلاح الدين بالإحسان إلى أسراه من الصليبيين بما فيهم ملك بيت المقدس، وأطلق سراحهم بعد أن أطمعهم وسقاهم، إلّا أرناط ملك الكرك فقد قتله جزاءً على شدّة أذاه للمسلمين.