سمعت أن الصحابي عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- شرب دم الرسول من الحجامة، فما صحة ذلك؟ أرجو الإفادة مع توضيح المسألة، ولكم الشكر.
حياك الله؛ إن هذه رواية ثابتة صحيحة رواها عامر بن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- عن أبيه؛ فقد أخبره عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- أنه جاء إلى النبي وهو يحتجم -صلى الله عليه وسلم-؛ فلما انتهى أعطاه الدم ليلقيه في مكان غير ظاهر للناس، فما كان منه -رضي الله عنه- إلا أن شربه.
ولما رجع قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما صنَعْتَ يا عَبدَ اللهِ؟ قالَ: جعَلْتُه في مَكانٍ ظنَنْتُ أنَّه خافٍ على النَّاسِ، قالَ: فلعَلَّكَ شَرِبْتَه؟ قُلْتُ: نعمْ، قالَ: ومَن أمرَكَ أنْ تَشرَبَ الدَّمَ؟ وَيلٌ لكَ منَ النَّاسِ، ووَيلٌ للنَّاسِ منكَ). [أخرجه الحاكم، رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
ومن هذه الحادثة استدل بعض العلماء على خصوصية دم النبي -صلى الله عليه وسلم- دون غيره، كما ذهب بعضهم إلى أن فعل عبد الله بن الزبير -ضي الله عنه- كان بدون علم النبي؛ ولو علم -صلى الله عليه وسلم- بنيّته لذلك لنهاه.