السلام عليكم، أنا فتاة كلما يتعسر شيء من قضاء حوائجي، تخبرني أمي أن أقرأ سورة يس على نية قضاء الحاجة، وبالفعل لما أقرأها تتيسر هذه الحاجة، لكنني لا أعرف إن كان الأمر صحيحاً، فما صحة قراءة سورة يس لقضاء الحوائج؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أمَّا بعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، نشكرك لتواصلك معنا
بخصوص ما ورد في سؤالك عن سورة يس: فلا شك في أن تلاوة القرآن الكريم من أعظم أسباب تيسير الأمور، وقضاء الحوائج، أمَّا بالنسبة لتخصيص تلاوة سورة يس لقضاء الحوائج فقد جاء فيه بعض الآثار، إلا أنَّه لا يصح منها شيء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتخصيصها بهذه الفضيلة من دون دليل يعتبر من المحدثات؛ والذي يُشرع من العبادات لقضاء الحاجات ما يسمى بصلاة الحاجة.
كما يُشرع للمسلم أيضًا أن يقرأ شيئًا من القرآن، ثم يسأل الله -تعالى- به [١] ، فعن عمران بن الحصين -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ قرأَ القرآنَ فلْيسألِ اللهَ بهِ). رواه الترمذي وصححه الألباني، لكن لم تُخصص سورة يس من غيرها من السور.
وأمَّا قولك: أنَّك عندما تقرأين سورة يس تتيسر حاجتكِ، فليس بدليل على أن قراءتها سبب من أسباب قضاء الحوائج؛ فقد قرأها كثير من النَّاس لقضاء حاجاتهم، ولم يتمّ لهم ذلك، فالعبرة إذًا ليست بالتَّجربة، وإنِّما بما جاء به الدليل من الكتاب، أو السنة، أو أقوال الصحابة والتابعين.
وقد يستجيب الله -تعالى- دعاء من قرأ سورة يس -كما حصل معك- لا لأنَّه قرأها، بل لأجل صدق لجوءه وتوجُّهه إلى الله، أو بسبب اضطراره وشدَّة حاجته، والذي ينبغي على المسلم أن يدعو الله -تعالى- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى [٢] ، وأن يتحرى مواطن الإجابة والأوقات التي يستجاب بها الدعاء؛ لييسر الله أمره، ويقضي حاجته، قال -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) "البقرة:186