إن كان ما أشرتِ إليه خيراً لكِ، أسأل الله أن يجمع بينك وبين من أحببتِ على طاعته ورضوانه، وبورك حرصك في تقصي الصواب، وأرجو أن تعلمي أن قراءة القرآن عموماً يعدُّ سبباً رئيساً في جلب الخيرات والرحمات والبركات للفرد والجماعة.
وإجابة على سؤالك، أقول لكِ: إنه لا يجوز قول القائل أن قراءة سورة الفيل 41 مرة يؤدي إلى جلب الحبيب، فإن ذلك لم يثبت في آية من كتاب الله -تعالى- ولا في صحيح سنته ـصلى الله عليه وسلم، ومَن أراد أن يسأل الله من عطائه فليسأله كما أراد وشرع.
وجاء في الحديث أن من قرأ القرآن فليسأل الله به؛ أي فليطلب من الله -تعالى- بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة، أو المراد أنه إذا مر بآية رحمة فليسألها من الله -تعالى-، أو بآية عقوبة فيتعوذ إليه بها منها، وإما أن يدعو الله عقيب القراءة بالأدعية المأثورة، فإن ذلك أقرب في أن يجمع الله بينه وبين دعائه، فقد قال الله ـسبحانه وتعالىـ في محكم تنزيله:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)" سورة البقرة:186".
ولذلك فإنه لا يجوز أن يُحصر الفضل في آيات معينة تُقرأ بعدد مرات معينة إلا ما صح الدليل في اعتبار ميزة في أحدها عن غيرها؛ فإن المسلم لا يسوغ له أن يحدد في باب العبادات ما لا يوجد له دليل من الشارع، وتحديد قراءة سورة، أو آية معينة بعدد معين لغرض معين لا يصح إلا إذا ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلا مجال للرأي في هذا المعنى، والله -عز وجل- لا يقبل من العبادة إلا ما كان خالصاً لوجهه موافقاً لشرعه، وليست البدعة مما يتقرب به إلى الله -عز وجل- ليجيب الدعاء.