طلب منا المعلم واجب البحث في أسماء الأنبياء الذين لم يذكر القرآن الكريم أسماءهم ووردت فيه قصصهم، فهل يوجد أنبياء غير معروفين؟
حياك الله السائل الكريم، بعث الله -عز وجل- لخلقه عدداً كثيرا من الأنبياء والرسل، وبعض هؤلاء الأنبياء والرسل مذكورين في القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وبعضهم لم يذكروا، قال الله -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا). "سورة النساء: 164"
وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- عدد الأنبياء والمرسلين، فقد ثبت في حديث أبي ذرٍّ، قال: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ أيُّ الأنبياءِ كان أولُ؟ قال: آدمُ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ ونبيٌّ كان؟ قال: نعم نبيٌّ مُكلَّمٌ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ: كم المرسلونَ؟ قال: ثلاثُ مئةٍ وبضعةَ عشرَ؛ جمًّا غفيرًا). "ذكره البغوي، وصححه الألباني"
أما بالنسبة للأنبياء الذين ذكر القرآن قصصهم ولم يذكر أسماءهم وذكروا في السنة النبوية في بعض الأحاديث، فهم كالآتي:
وهو ابن آدم -عليه السلام-، إلا أنه ورد ذكره في حديث ضعيف.
وقد اختلف العلماء في كونهم من الأنبياء أم لا، فرجحوا كون الخضر وتبع ليسا من الأنبياء، وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أدري أَتُبَّعٌ لعينٌ هو، أم لا، وما أدري أَعُزَيْرٌ نبيٌّ هو، أم لا.) "أخرجه أبو داود، صحيح"
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضاً: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ وما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا؟) "أخرجه البزار، وصححه الألباني"
وأما بالنسبة للخضر فقد رجحوا كونه نبياً لقوله تعالى: (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) "سورة الكهف: 82"
وهم الأنبياء المذكورون في سورة يس، فلم يبين القرآن أسماءهم، يقول تعالى: (إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ) "سورة يس: 14"
ويوجد بعض الأنبياء الذين بيّن المفسرون أن القرآن الكريم لم يذكرهم، وهم مثل بعض أنبياء بني إسرائيل: أرميا بن حلقيا وشعيا بن أمصيا وكان شعيا قبل زكريا ويحيى، وغيرهم، إلا أن هذه الرويات غالبها من الإسرائيليات التي لا ينبغي الأخذ بها بشكل قطعي ولا ردها إلا إذا تعارضت مع أمر من أمور الشريعة.