السلام عليكم، أنا طالب في الصف الحادي عشر، لدي بحث حول العصر العباسي سأقوم بتقديمه أمام الأساتذة والتلاميذ، وأريد أن أعرف لماذا يسمى العصر العباسي بالعصر الذهبي؟
1 إجابة واحدة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، نفع الله بك، ورزقك العلم النافع، لقد تميز العصر العباسي بثوراته الفكرية الواسعة، والتي اشتملت على الدراسات بشتى العلوم والآداب والآثار الجمّة، مما ساعد ذلك في ظهور المرحلة الذهبية، التي كان لها كبير الأثر في إثراء التراث العربي والإسلامي، وتطوره.
وكان ممن ساهم بتسمية العصر العباسي بالعصر الذهبي هو الخليفة هارون الرشيد الذي اهتم اهتماماً وثيقاً بالعلم والعلماء وبسبب اهتماماته أصبحت عاصمة الدولة العباسية بغداد مقصد كلّ عالمٍ ومُحدِّثٍ وفقيهٍ وطالب علمٍ وطبيبٍ ومهندسٍ وأديبٍ وشاعرٍ إضافةً إلى المترجمين والمغنيين والموسيقيين [١] .
وتميز العصر الذهبي بعدّة مميزات، سأذكر بعضها فيما يأتي:
- تأسيس أكبر مكتبة عامة
وكانت قد فتحت أبوابها أمام طلبة العلم والعلماء، وتم تزويدها بالعديد من الكتب المؤلفة باللغة العربية وغير العربية، وتم إعطاء المترجمين مهمة ترجمتها إلى اللغة العربية.
- احتواء العلماء المتخصصين
ومن أبرز ما أنتج هذا العصر الذهبي من أسماءٍ برعت بحقول العلم المختلفة؛ كالمختصين بالفقه مثل أبو حنيفة، والإمام الشافعي مؤسس علم أصول الفقه، والفقيه والمُحدِّث الإمام ابن حنبل، وكذلك المختصين بالعديد من العلوم كالفلك والفيزياء والكيمياء والطب وغيرها مثل الكندي، والفارابي، وابن سينا.
- احتواء الشعراء
ضم العصر الذهبي الكثير من المختصين بالأدب والشعر مثل الجاحظ، وابن المقفع، والمتنبي الذي ولد في العراق وغيرهم الكثير، وقد نتج ذلك عن طبيعة الحياة الثقافية المزدهرة في المدارس، وحلقات التدريس، والعلوم المختلفة، كما أن تعدد المؤلفين وكثرة المدرسين كان له دور هام في هذا النتاج الثقافي الفريد.
وقد ذُكِر في مقدمة كتاب البخلاء للجاحظ، أن العصر العباسي الذهبي قد تجلّى وترصّع بولادة رجل عظيم، كان له دورٌ كبير في تشكيل فرقٍ هائلٍ في مجالات الأدب واللغة والإجتماع والتأليف والكتابة، ألّا وهو الجاحظ الذي ولد في العصر العباسي الثاني.
- اتقان فن العمارة
والمُطلع على الكثافة السكانية وفنون العمارة في هذا العصر الذهبي، يرى أنها كانت كبيرة، شُكّلت فيها القرى والدويلات المستقلة، والمدن الجميلة، وكانت تخدمها شبكات الري الضخمة، والتي قد تعطلت وانتهت بانتهاء هذا العصر البديع.
- اتقان الفنون والموسيقى
وفي مقالٍ نُشر في مجلة الرسالة للأستاذ أحمد الزيات، تكلم فيه عن التفوق الموسيقي الذي شهده العصر العباسي، فبلغ ذروة التطور، وعُرفت به فنون المقامات، وازدادت طرق الإيقاع والألحان، وكثرت الآلات الموسيقية وازداد استخدامها، وبدأ الإنسان العربي في ذلك العصر يفخر بهذا الأمر، ويتعلمه ويُحسنه، حتى أن نبلاء القوم أصبحوا أكثر انخراطاً في مظاهر هذه الحضارة.
وقد ذُكر أن الخليفة الواثق كان من أشهر الخلفاء اهتماماً بالموسيقى، وأحذقهم بالغناء واحترافه، وكان يقول في حق إسحاق الموصلي الذي كان أول من عُني بوضع قواعد الموسيقى العربية: "ما غناني إسحاق قط إلا ظننت أنه قد زيد لي في ملكي وإن إسحاق لنغمته من نغم الملك التي لم يحظ بمثلها، ولو أن العمر والشباب والنشاط مما يشترى لاشتريتهن له بشطر ملكي".